كما وعدناكم اليكم الجزء الثاني من القصة
الوحدات الخاصة تبدل ولاءها
في الساعة التاسعة صباحاً كان في مكتبي العميد صبحي الطيب ورئيس أركانه العقيد محسن سليمان وأعطيتهما فكرة عن الموقف وقلت لهما:
لا بد من قلب معادلة الأمن القريب وهذا لا يكون بعناصر الشرطة العسكرية وإنما برجال من المغاوير المتمرسين على القتال ولذلك ((أطلب إليكما باسم الرئيس حافظ الأسد أن تأمرا كافة الجنود والضباط الذين بإمرتك أن يتوجهوا فوراً من مكان تمركزهم إلى معرض دمشق الدولي.
وهو المكان الذي حددته كنقطة ازدلاف للجميع.. وذلك لقربه من القيادة العامة ولأن أجنحته المتعددة والواسعة تسمح بمبيت الرجال دون أن نلفت انتباه أحد.
وعندما سألني العقيد محسن: كيف نتصرف إذا حاولت مفارز سرايا الدفاع من الألوية المحيطة بدمشق منعنا؟..
وكان جوابي: إن الحركة يجب أن تكون إفرادية على السيارات العابرة وبواسطة عربات المبيت شريطة أن لا تشكل العربات أي رتل إطلاقاً وعندما تواجهون عناصر سرايا الدفاع عليكم بضربهم بأخمص البندقية وإذا استمروا في الممانعة فما عليكم إلا أن تقلبوا لهم ظهر المجن وتوجهوا لهم فوهة البندقية التي تنبع منها السلطة السياسية في الحالات الثورية كما قال الرفيق ((ماوتسي تونغ)). عند ذلك سوف تجدونهم يفرون من المجابهة لأن إرادة القتال لديكم أقوى بكثير وأنتم حماة السلطة وهم الخارجون على القانون.
وأخيراً سألني العميد صبحي الطيب والعقيد محسن سليمان:
طيب ماذا سنقول للواء علي حيدر إذا سألنا عن سبب إرسال قواتنا إلى دمشق من دون علمه؟.
فقلت لهم: الجواب في منتهى البساطة لقد سأل عنك العماد طلاس فلم يجدك ونظراً لخطورة الحالة فقد استدعانا إلى مكتبه وطلب إلينا تنفيذ توجيهات الٍأسد وهكذا صار..
وصافحتهما متمنياً لهما التوفيق. وتوجه قائد الفوج ورئيس أركانه إلى منطقة عنجر وقاما بتنفيذ المهمة على أكمل وجه.
في الساعة التاسعة والنصف صباحاً حضر إلى مكتبي العماد حكمت الشهابي والعماد علي أصلان حيث وضعتهما في صورة الموقف قلت لهما:
إن سبب عدم استدعاءهما كان أولاً من أجل تنفيذ عملية الاستنفار بشكل سري بحيث لا تعرف به شعبة العمليات إلا لاحقاً حتى لا يعرف العميد رفعت الأسد بالموضوع, هذا من جهة, ومن جهة ثانية لم يكلفني ذلك سوى بضعة اتصالات هاتفية مع قادة الفرق وقادة التشكيلات وأنتما معتبران حكما مع الرئيس حافظ الأسد قولاً واحداً.
وكان جوابهما:
إن هذا الموضوع لا يحتاج أبداً إلى نقاش فنحن مع القائد الأسد على السراء والضراء.
في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر حاولت أن أخلد إلى النوم بعد عمل أربعة عشر ساعة متواصلة ولكن مدير مكتبي بعث إلي بقصاصة يعلمني بها بأن اللواء علي حيدر يرغب في مقابلتي.. قلت له:
دعه يدخل.
واستقبلته كالعادة لكنني لاحظت علائم الاضطراب على وجهه فبادرني قائلاً:
سيدي ماذا صنعت أنا لكم وللرئيس حتى تعاملوني كالزوج المخدوع أي آخر من يعلم؟..
وكان الرئيس الأسد قد رسم لي خطة لمعالجة هذا الموقف الطارئ.. قلت له بوضوح:
إذا كنت حقاً معنا فما عليك إلا أن تطلب من مكتبي العميد رفعت الأسد وتقول له بصراحة موقفك وعند ذلك فقط سوف أتصل أمامك مع الرئيس وسوف أرسلك لمقابلته فوراً لجلاء أي موقف غامض متشكل في قناعة السيد الرئيس..
فقال لي: اطلب لي العميد رفعت حالاً..
وطلبت العميد رفعت على الهاتف المباشر وكان على الخط في أقل من ثوان وقلت له:
أخي أبو دريد اللواء علي حيدر يريد أن يكلمك.
فسألني: هل هو عندك!.
فأجبته طبعاً.
فقال لي: صار لي من الصبح وأنا أفتش عنه دونما جدوى (8).
وناولته سماعة الهاتف فقال له اللواء علي حيدر:
((أبو دريد ما بتعرف أنه في هذا البلد لا يوجد سوى قائد واحد وهو الرئيس حافظ الأسد.. كيف يقوم عناصر من سرايا الدفاع بهذه الأعمال المشينة التي تسيء إلى انضباط القوات المسلحة(9) وكان جواب العميد رفعت:
أنت الآن تريد أن تعطيني درساً في الوطنية يلعن أبوك ابن كلب. وأغلق السماعة في وجهه فقال لي اللواء علي حيدر: "عجبك" لقد شتمني وأغلق الهاتف في وجهي.. قلت له:
الآن حق الحق.. واتصلت بالسيد الرئيس وأعلمته بالحادثة فقال لي:
أرسله فوراً إلى القصر الجمهوري. وتوجه من مكتبي إلى القصر وتم التأكيد على ولاء الوحدات الخاصة للرئيس الأسد، وطبق اللواء علي حيدر حكمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل".
وفي الساعة السابعة مساءً أخذت الإعلام بأن ألفي ضابط وصف ضابط وجندي من الوحدات الخاصة أصبحوا متمركزين في معرض دمشق الدولي، وبذلك أصبح الأمن القريب لمبنى القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة جيداً وانقلبت المعادلة لصالحنا كنسبة وتناسب في القوى والوسائط.
ولم أكتف بذلك فطلبت غلى العميد عدنان الأسد أن يرسل سريتي م/د واحدة ((مالوتكا)) حقائب والثانية من طراز ((فاغوت)) وتم تمركزهما على سطح مبنى القيادة العامة, وبذلك غدت القيادة العامة قلعة محصنة لا تنتهك.
يتبع ......
الوحدات الخاصة تبدل ولاءها
في الساعة التاسعة صباحاً كان في مكتبي العميد صبحي الطيب ورئيس أركانه العقيد محسن سليمان وأعطيتهما فكرة عن الموقف وقلت لهما:
لا بد من قلب معادلة الأمن القريب وهذا لا يكون بعناصر الشرطة العسكرية وإنما برجال من المغاوير المتمرسين على القتال ولذلك ((أطلب إليكما باسم الرئيس حافظ الأسد أن تأمرا كافة الجنود والضباط الذين بإمرتك أن يتوجهوا فوراً من مكان تمركزهم إلى معرض دمشق الدولي.
وهو المكان الذي حددته كنقطة ازدلاف للجميع.. وذلك لقربه من القيادة العامة ولأن أجنحته المتعددة والواسعة تسمح بمبيت الرجال دون أن نلفت انتباه أحد.
وعندما سألني العقيد محسن: كيف نتصرف إذا حاولت مفارز سرايا الدفاع من الألوية المحيطة بدمشق منعنا؟..
وكان جوابي: إن الحركة يجب أن تكون إفرادية على السيارات العابرة وبواسطة عربات المبيت شريطة أن لا تشكل العربات أي رتل إطلاقاً وعندما تواجهون عناصر سرايا الدفاع عليكم بضربهم بأخمص البندقية وإذا استمروا في الممانعة فما عليكم إلا أن تقلبوا لهم ظهر المجن وتوجهوا لهم فوهة البندقية التي تنبع منها السلطة السياسية في الحالات الثورية كما قال الرفيق ((ماوتسي تونغ)). عند ذلك سوف تجدونهم يفرون من المجابهة لأن إرادة القتال لديكم أقوى بكثير وأنتم حماة السلطة وهم الخارجون على القانون.
وأخيراً سألني العميد صبحي الطيب والعقيد محسن سليمان:
طيب ماذا سنقول للواء علي حيدر إذا سألنا عن سبب إرسال قواتنا إلى دمشق من دون علمه؟.
فقلت لهم: الجواب في منتهى البساطة لقد سأل عنك العماد طلاس فلم يجدك ونظراً لخطورة الحالة فقد استدعانا إلى مكتبه وطلب إلينا تنفيذ توجيهات الٍأسد وهكذا صار..
وصافحتهما متمنياً لهما التوفيق. وتوجه قائد الفوج ورئيس أركانه إلى منطقة عنجر وقاما بتنفيذ المهمة على أكمل وجه.
في الساعة التاسعة والنصف صباحاً حضر إلى مكتبي العماد حكمت الشهابي والعماد علي أصلان حيث وضعتهما في صورة الموقف قلت لهما:
إن سبب عدم استدعاءهما كان أولاً من أجل تنفيذ عملية الاستنفار بشكل سري بحيث لا تعرف به شعبة العمليات إلا لاحقاً حتى لا يعرف العميد رفعت الأسد بالموضوع, هذا من جهة, ومن جهة ثانية لم يكلفني ذلك سوى بضعة اتصالات هاتفية مع قادة الفرق وقادة التشكيلات وأنتما معتبران حكما مع الرئيس حافظ الأسد قولاً واحداً.
وكان جوابهما:
إن هذا الموضوع لا يحتاج أبداً إلى نقاش فنحن مع القائد الأسد على السراء والضراء.
في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر حاولت أن أخلد إلى النوم بعد عمل أربعة عشر ساعة متواصلة ولكن مدير مكتبي بعث إلي بقصاصة يعلمني بها بأن اللواء علي حيدر يرغب في مقابلتي.. قلت له:
دعه يدخل.
واستقبلته كالعادة لكنني لاحظت علائم الاضطراب على وجهه فبادرني قائلاً:
سيدي ماذا صنعت أنا لكم وللرئيس حتى تعاملوني كالزوج المخدوع أي آخر من يعلم؟..
وكان الرئيس الأسد قد رسم لي خطة لمعالجة هذا الموقف الطارئ.. قلت له بوضوح:
إذا كنت حقاً معنا فما عليك إلا أن تطلب من مكتبي العميد رفعت الأسد وتقول له بصراحة موقفك وعند ذلك فقط سوف أتصل أمامك مع الرئيس وسوف أرسلك لمقابلته فوراً لجلاء أي موقف غامض متشكل في قناعة السيد الرئيس..
فقال لي: اطلب لي العميد رفعت حالاً..
وطلبت العميد رفعت على الهاتف المباشر وكان على الخط في أقل من ثوان وقلت له:
أخي أبو دريد اللواء علي حيدر يريد أن يكلمك.
فسألني: هل هو عندك!.
فأجبته طبعاً.
فقال لي: صار لي من الصبح وأنا أفتش عنه دونما جدوى (8).
وناولته سماعة الهاتف فقال له اللواء علي حيدر:
((أبو دريد ما بتعرف أنه في هذا البلد لا يوجد سوى قائد واحد وهو الرئيس حافظ الأسد.. كيف يقوم عناصر من سرايا الدفاع بهذه الأعمال المشينة التي تسيء إلى انضباط القوات المسلحة(9) وكان جواب العميد رفعت:
أنت الآن تريد أن تعطيني درساً في الوطنية يلعن أبوك ابن كلب. وأغلق السماعة في وجهه فقال لي اللواء علي حيدر: "عجبك" لقد شتمني وأغلق الهاتف في وجهي.. قلت له:
الآن حق الحق.. واتصلت بالسيد الرئيس وأعلمته بالحادثة فقال لي:
أرسله فوراً إلى القصر الجمهوري. وتوجه من مكتبي إلى القصر وتم التأكيد على ولاء الوحدات الخاصة للرئيس الأسد، وطبق اللواء علي حيدر حكمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل".
وفي الساعة السابعة مساءً أخذت الإعلام بأن ألفي ضابط وصف ضابط وجندي من الوحدات الخاصة أصبحوا متمركزين في معرض دمشق الدولي، وبذلك أصبح الأمن القريب لمبنى القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة جيداً وانقلبت المعادلة لصالحنا كنسبة وتناسب في القوى والوسائط.
ولم أكتف بذلك فطلبت غلى العميد عدنان الأسد أن يرسل سريتي م/د واحدة ((مالوتكا)) حقائب والثانية من طراز ((فاغوت)) وتم تمركزهما على سطح مبنى القيادة العامة, وبذلك غدت القيادة العامة قلعة محصنة لا تنتهك.
يتبع ......