تشكيل الحرس الجمهوري
كان لا بد من إصدار الأمر بتشكيل الحرس الجمهوري لإفهام القوات المسلحة بخاصة وباقي فئات الشعب بعامة بأن القصر الجمهوري يحرسه الحرس الجمهوري ولم يعد لسرايا الدفاع أي دور في حماية السيد الرئيس. واتفقنا أن يكون قوام الحرس الجمهوري فرقة مدرعة يضاف إليها ثلاثة أفواج حراسة تماثل ملاكاتها أفواج المغاوير في الوحدات الخاصة. وحتى يولد الحرس الجمهوري واقفاً على رجليه من لحظة تشكيله اقترحت على سيادة الرئيس أن نأتي بوحدات جاهزة من الفرق والتشكيلات مباشرة, وضربت مثلاً إذا أخذنا كتيبة مشاة أو دبابات أو مدفعية من أي فرقة فلن تتأثر جاهزيتها ومن السهل عليها تشكيل كتيبة أخرى من قوام الفرقة وهكذا ظهر في أمر التشكيل لأول مرة اسم الوحدة التي ستنضم إلى الحرس الجمهوري.. وقد حاول رفعت الأسد عرقلة هذا التشكيل الذي اعتبره ضربة موجهة إلى عنقه, ومنع بالقوة بعض الكتائب من الالتحاق بالحرس الجمهوري إلا أن وحدات الدبابات تمكنت من خرق الحصار له والتحقت بالتشكيل الجديد, وكان في المقدمة الكتيبة /259/ من اللواء /81/ الفرقة الثالثة أول الملتحقين وإني لأشعر بالزهو الاعتزاز بأن هذه الكتيبة هي أول كتيبة دبابات تسلمت قيادتها في حمص بعد ثورة الثامن من آذار المجيدة, وهكذا بدأ الحرس الجمهوري يقف تدريجياً على قدميه ليقوم بمهمته النبيلة.
تهريب الأسلحة المضادة للدبابات في العربة الصحية
كان منزل الرئيس الأسد هو الهدف الأول لسرايا الدفاع ولذلك فقد كان يشكل بالنسبة لي هاجساً أمنياً يؤرقني ليل نهار.. ولكن هذا الهاجس كان بالنسبة للعميد عدنان مخلوف (الذي عين قائداً للحرس الجمهوري) كابوساً لا يطاق. ولما كانت وحدة سرايا الصراع التي يقودها عدنان الأسد مرشحة للاصطدام فوراً بعناصر سرايا الدفاع التي سوف تتحرك باتجاه دمشق, فقد رأيت من الأفضل أن نسحب صواريخ ((الفاغوت)) من اللواء /65/ م/د ولما كان العميد رفعت قد نشر ألويته المحيطة بدمشق وأصبح مسيطراً على المداخل فقد اتفقت مع العميد عدنان بأننا سوف نلجأ لتهريب الصواريخ إلى منزل الرئيس الأسد بالعربات الصحية وعليه أن يفرغ حمولة العربات ويعيدها إلى مصدرها.. واتصلت بالعميد هرمز قائد اللواء أن يحضر ثمانية عشر قاعدة صاروخية من طراز ((فاغوت)) مع ثلاث وحدات نارية لكل قاعدة ويرسلها إلى منزل الرئيس الأسد على دفعات (عربات منفردة) وأن يربط جندياً بالشاش الأبيض من يديه ورأسه ويكون (الميكروكروم) بديلاً للدم النازف, وفهم قائد اللواء الغاية من العملية التمثيلية وقلت له: يجب أن توصي سائق الصحية بأن يفتح (زمور الخطر) قبل الحاجز بمدة كافية وأن يسابق الريح في الوصول إلى دمشق.. وهكذا انطلت اللعبة على العميد رفعت وتم نقل كافة القواعد الصاروخية المطلوبة وأصبحت حول منزل الرئيس الأسد.. ولكن هذا الموضوع لم يبق سراً بيننا نحن الثلاثة وإنما شاركنا العميد رفعت بالمعلومات عن طريق وشاية قام بها أحد عملائه في اللواء /65/ وهو الرائد ((يوسف العلي)), وقد كشف هذا المغفل عن نفسه بسرعة ولذلك وضعه العميد هرمز تحت الرقابة المشددة, وما أن سافر العميد رفعت إلى موسكو حتى تم نقله إلى مكان ثانوي لا يستطيع به أن يعض أو يخرمش.. وتم تصنيفه في عداد الضباط غير الجديرين بثقة القيادة العامة, كما تم وضع حواجز حديدية قنفذية حول بيت الرئيس. الأمر الذي يعيق حركة الدبابات ويجعلها هدفاً ثابتاً للأسلحة المضادة, وبهذا العمل تمت عملية تحصين بيت قائد الأمة ورمزها المفدى.
تنفيذ أمر نقل الضباط المحسوبين على العميد رفعت الأسد
وفي غمرة لعبة عض الأصابع بيننا وبين العميد رفعت الأسد استأذنت السيد الرئيس القائد العام بتنفيذ أمر النقل للضباط المحسوبين على شقيقه والذين ماطلوا في التنفيذ مستندين إلى دعم العميد رفعت وتعهدت له بأن هذه العملية سوف تتم في جو ودي ولن نريق قطرة دم واحدة.. فقال لي: أشك في أنهم يقبلوا ونحن في ذروة الأزمة..
فقلت له إذا أعطيتني الضوء الأخضر فغداً تراهم وقد أصبح كل منهم في مكانه الجديد..
فقال: إذا كنت قد عزمت فتوكل على الله..
وطلبت من مدير مكتبي أن يبلغ الضباط المنقولين وعددهم أربعة عشر بأن يتواجدوا في مكتبي غداً الساعة السادسة صباحاً.. وتم إبلاغ الضباط جميعاً وكان جوابهم:
لماذا في هذا الوقت المبكر ونحن نعلم أن العماد طلاس يبدأ دوامه الساعة العاشرة صباحاً وينتهي العاشرة مساءً فلماذا نحضر قبل الدوام الرسمي بساعة ونصف؟(10)..
وكان جواب مدير المكتب: الأمر واضح ولا لبس فيه وأنتم مطلوبون غداً الساعة السادسة صباحاً.
في صباح اليوم التالي حضر الضباط المعنيون إلى مكتبي متأخرين ساعة ونصف عن الموعد ولما سألتهم عن السبب؟ أجاب كبيرهم: هل تريد أن نقول لك الحقيقة؟..
قلت: نعم.
قال: كنّا عند أبي دريد (يعني رفعت أسد).
قلت لهم: إذاً لم يكن الرئيس الأسد مخطئاً عندما نقلكم من أماكنكم وها أنتم الآن تعترفون دونما أي ضغط أو إكراه أنكم كنتم لدى قائد سرايا الدفاع.. المهم نحن الآن أولاد اليوم وعفا الله عما مضى.. ولكن قبل أن أعطيكم توجيهات القائد العام أودُّ أن أطرح عليكم السؤال التالي: مَنْ منكم تقدّم إليَّ بطلب شخصي أو عام ولم ألبي طلبه..
فسكت الجميع ولم يحر أي منهم جواباً..
قلت لهم: إذاً لماذا تلعبون بذيولكم وتضعون ثقتكم وولاءكم لغير قائدكم..
(فسكتوا أيضاً) وتابعت:
الآن أمرني القائد العام أنْ أنفذ أوامره بنقلكم إلى وظائفكم الجديدة.. من ينفذ الأمر سوف يعفى من أية عقوبة أو مساءلة مسلكية (عدم تنفيذ أمر القائد العام يعتبر في حالة الحرب جناية يعاقب مرتكبها بالحبس سبع سنوات كحدِّ أدنى) أمّا في حال إصراركم على غيّكم فأنا كلفت نوّابكم في التشكيلات والوحدات أن يعتقلوكم ويرسلوكم مباشرة إلى السجن المركزي، وفي حال المقاومة والعصيان العسكري فإنّ لدى نوابكم الأمر مني شخصياً بإطلاق النار عليكم وأنتم تعرفون أنّنا لن نحاسبهم على النتائج مهما كانت لأنهم ينفذون الأوامر والتعليمات وأنتم الخارجون على القانون.
أما فيما يتعلق بأمور الاستلام والتسليم فاعتبروا.. أن لديكم براءة ذمة مصدّقة من وزير الدفاع وسوف تصلكم بالبريد، أما بالنسبة لحاجاتكم الشخصية فيمكنكم أن ترسلوا السائق لجلبها من مكاتبكم وحذار من الالتفاف على الأوامر وإذا مكرتم فإنّ مكرنا أشد وإذا تطاولتم على القائد العام فإنّ يدي ستطول هذه المرة رقابكم.
وضربت بقبضتي على الطاولة (وكانت الغاية من ذلك إدخال الرهبة في نفوسهم) وكان صوتي المرتفع والجدي يدل على مدى الحسمية وعدم التساهل أبداً في الموضوع.. فأذعن الجميع للتعليمات وأدوا التحية العسكرية وتوجهوا إلى أماكن وظائفهم الجديدة ولم يحاول أي منهم المناورة كما لم يعد أي منهم إلى الاتصال بالعميد رفعت أبداً.. وأعلمت الرئيس الأسد بنجاح المهمة وكان مرتاحاً للغاية وقلت له: ليس الجيش والشعب معك في هذه الأزمة وإنما العناية الإلهية كذلك، ورويت له قصة الشيخ أحمد عبد الجواد الذي جاء من المدينة المنورة لنجدة الرئيس الأسد، وحتى يكون القارئ معنا سأروي له الحكاية كما حدثت:
(في أوائل شباط من العام 1984 اتصلت زوجتي لمياء الجابري (أم فراس) بالشيخ أحمد عبد الجواد(11) وطلبت منه أن يأتي إلى سورية وكان جوابه:
إنني الآن في المدينة المنورة وأمامي المدفأة الكهربائية ولا أقوى على برد الشام في شهر شباط.
فقالت له أم فراس: إذاً على خاطرك
يتبع
كان لا بد من إصدار الأمر بتشكيل الحرس الجمهوري لإفهام القوات المسلحة بخاصة وباقي فئات الشعب بعامة بأن القصر الجمهوري يحرسه الحرس الجمهوري ولم يعد لسرايا الدفاع أي دور في حماية السيد الرئيس. واتفقنا أن يكون قوام الحرس الجمهوري فرقة مدرعة يضاف إليها ثلاثة أفواج حراسة تماثل ملاكاتها أفواج المغاوير في الوحدات الخاصة. وحتى يولد الحرس الجمهوري واقفاً على رجليه من لحظة تشكيله اقترحت على سيادة الرئيس أن نأتي بوحدات جاهزة من الفرق والتشكيلات مباشرة, وضربت مثلاً إذا أخذنا كتيبة مشاة أو دبابات أو مدفعية من أي فرقة فلن تتأثر جاهزيتها ومن السهل عليها تشكيل كتيبة أخرى من قوام الفرقة وهكذا ظهر في أمر التشكيل لأول مرة اسم الوحدة التي ستنضم إلى الحرس الجمهوري.. وقد حاول رفعت الأسد عرقلة هذا التشكيل الذي اعتبره ضربة موجهة إلى عنقه, ومنع بالقوة بعض الكتائب من الالتحاق بالحرس الجمهوري إلا أن وحدات الدبابات تمكنت من خرق الحصار له والتحقت بالتشكيل الجديد, وكان في المقدمة الكتيبة /259/ من اللواء /81/ الفرقة الثالثة أول الملتحقين وإني لأشعر بالزهو الاعتزاز بأن هذه الكتيبة هي أول كتيبة دبابات تسلمت قيادتها في حمص بعد ثورة الثامن من آذار المجيدة, وهكذا بدأ الحرس الجمهوري يقف تدريجياً على قدميه ليقوم بمهمته النبيلة.
تهريب الأسلحة المضادة للدبابات في العربة الصحية
كان منزل الرئيس الأسد هو الهدف الأول لسرايا الدفاع ولذلك فقد كان يشكل بالنسبة لي هاجساً أمنياً يؤرقني ليل نهار.. ولكن هذا الهاجس كان بالنسبة للعميد عدنان مخلوف (الذي عين قائداً للحرس الجمهوري) كابوساً لا يطاق. ولما كانت وحدة سرايا الصراع التي يقودها عدنان الأسد مرشحة للاصطدام فوراً بعناصر سرايا الدفاع التي سوف تتحرك باتجاه دمشق, فقد رأيت من الأفضل أن نسحب صواريخ ((الفاغوت)) من اللواء /65/ م/د ولما كان العميد رفعت قد نشر ألويته المحيطة بدمشق وأصبح مسيطراً على المداخل فقد اتفقت مع العميد عدنان بأننا سوف نلجأ لتهريب الصواريخ إلى منزل الرئيس الأسد بالعربات الصحية وعليه أن يفرغ حمولة العربات ويعيدها إلى مصدرها.. واتصلت بالعميد هرمز قائد اللواء أن يحضر ثمانية عشر قاعدة صاروخية من طراز ((فاغوت)) مع ثلاث وحدات نارية لكل قاعدة ويرسلها إلى منزل الرئيس الأسد على دفعات (عربات منفردة) وأن يربط جندياً بالشاش الأبيض من يديه ورأسه ويكون (الميكروكروم) بديلاً للدم النازف, وفهم قائد اللواء الغاية من العملية التمثيلية وقلت له: يجب أن توصي سائق الصحية بأن يفتح (زمور الخطر) قبل الحاجز بمدة كافية وأن يسابق الريح في الوصول إلى دمشق.. وهكذا انطلت اللعبة على العميد رفعت وتم نقل كافة القواعد الصاروخية المطلوبة وأصبحت حول منزل الرئيس الأسد.. ولكن هذا الموضوع لم يبق سراً بيننا نحن الثلاثة وإنما شاركنا العميد رفعت بالمعلومات عن طريق وشاية قام بها أحد عملائه في اللواء /65/ وهو الرائد ((يوسف العلي)), وقد كشف هذا المغفل عن نفسه بسرعة ولذلك وضعه العميد هرمز تحت الرقابة المشددة, وما أن سافر العميد رفعت إلى موسكو حتى تم نقله إلى مكان ثانوي لا يستطيع به أن يعض أو يخرمش.. وتم تصنيفه في عداد الضباط غير الجديرين بثقة القيادة العامة, كما تم وضع حواجز حديدية قنفذية حول بيت الرئيس. الأمر الذي يعيق حركة الدبابات ويجعلها هدفاً ثابتاً للأسلحة المضادة, وبهذا العمل تمت عملية تحصين بيت قائد الأمة ورمزها المفدى.
تنفيذ أمر نقل الضباط المحسوبين على العميد رفعت الأسد
وفي غمرة لعبة عض الأصابع بيننا وبين العميد رفعت الأسد استأذنت السيد الرئيس القائد العام بتنفيذ أمر النقل للضباط المحسوبين على شقيقه والذين ماطلوا في التنفيذ مستندين إلى دعم العميد رفعت وتعهدت له بأن هذه العملية سوف تتم في جو ودي ولن نريق قطرة دم واحدة.. فقال لي: أشك في أنهم يقبلوا ونحن في ذروة الأزمة..
فقلت له إذا أعطيتني الضوء الأخضر فغداً تراهم وقد أصبح كل منهم في مكانه الجديد..
فقال: إذا كنت قد عزمت فتوكل على الله..
وطلبت من مدير مكتبي أن يبلغ الضباط المنقولين وعددهم أربعة عشر بأن يتواجدوا في مكتبي غداً الساعة السادسة صباحاً.. وتم إبلاغ الضباط جميعاً وكان جوابهم:
لماذا في هذا الوقت المبكر ونحن نعلم أن العماد طلاس يبدأ دوامه الساعة العاشرة صباحاً وينتهي العاشرة مساءً فلماذا نحضر قبل الدوام الرسمي بساعة ونصف؟(10)..
وكان جواب مدير المكتب: الأمر واضح ولا لبس فيه وأنتم مطلوبون غداً الساعة السادسة صباحاً.
في صباح اليوم التالي حضر الضباط المعنيون إلى مكتبي متأخرين ساعة ونصف عن الموعد ولما سألتهم عن السبب؟ أجاب كبيرهم: هل تريد أن نقول لك الحقيقة؟..
قلت: نعم.
قال: كنّا عند أبي دريد (يعني رفعت أسد).
قلت لهم: إذاً لم يكن الرئيس الأسد مخطئاً عندما نقلكم من أماكنكم وها أنتم الآن تعترفون دونما أي ضغط أو إكراه أنكم كنتم لدى قائد سرايا الدفاع.. المهم نحن الآن أولاد اليوم وعفا الله عما مضى.. ولكن قبل أن أعطيكم توجيهات القائد العام أودُّ أن أطرح عليكم السؤال التالي: مَنْ منكم تقدّم إليَّ بطلب شخصي أو عام ولم ألبي طلبه..
فسكت الجميع ولم يحر أي منهم جواباً..
قلت لهم: إذاً لماذا تلعبون بذيولكم وتضعون ثقتكم وولاءكم لغير قائدكم..
(فسكتوا أيضاً) وتابعت:
الآن أمرني القائد العام أنْ أنفذ أوامره بنقلكم إلى وظائفكم الجديدة.. من ينفذ الأمر سوف يعفى من أية عقوبة أو مساءلة مسلكية (عدم تنفيذ أمر القائد العام يعتبر في حالة الحرب جناية يعاقب مرتكبها بالحبس سبع سنوات كحدِّ أدنى) أمّا في حال إصراركم على غيّكم فأنا كلفت نوّابكم في التشكيلات والوحدات أن يعتقلوكم ويرسلوكم مباشرة إلى السجن المركزي، وفي حال المقاومة والعصيان العسكري فإنّ لدى نوابكم الأمر مني شخصياً بإطلاق النار عليكم وأنتم تعرفون أنّنا لن نحاسبهم على النتائج مهما كانت لأنهم ينفذون الأوامر والتعليمات وأنتم الخارجون على القانون.
أما فيما يتعلق بأمور الاستلام والتسليم فاعتبروا.. أن لديكم براءة ذمة مصدّقة من وزير الدفاع وسوف تصلكم بالبريد، أما بالنسبة لحاجاتكم الشخصية فيمكنكم أن ترسلوا السائق لجلبها من مكاتبكم وحذار من الالتفاف على الأوامر وإذا مكرتم فإنّ مكرنا أشد وإذا تطاولتم على القائد العام فإنّ يدي ستطول هذه المرة رقابكم.
وضربت بقبضتي على الطاولة (وكانت الغاية من ذلك إدخال الرهبة في نفوسهم) وكان صوتي المرتفع والجدي يدل على مدى الحسمية وعدم التساهل أبداً في الموضوع.. فأذعن الجميع للتعليمات وأدوا التحية العسكرية وتوجهوا إلى أماكن وظائفهم الجديدة ولم يحاول أي منهم المناورة كما لم يعد أي منهم إلى الاتصال بالعميد رفعت أبداً.. وأعلمت الرئيس الأسد بنجاح المهمة وكان مرتاحاً للغاية وقلت له: ليس الجيش والشعب معك في هذه الأزمة وإنما العناية الإلهية كذلك، ورويت له قصة الشيخ أحمد عبد الجواد الذي جاء من المدينة المنورة لنجدة الرئيس الأسد، وحتى يكون القارئ معنا سأروي له الحكاية كما حدثت:
(في أوائل شباط من العام 1984 اتصلت زوجتي لمياء الجابري (أم فراس) بالشيخ أحمد عبد الجواد(11) وطلبت منه أن يأتي إلى سورية وكان جوابه:
إنني الآن في المدينة المنورة وأمامي المدفأة الكهربائية ولا أقوى على برد الشام في شهر شباط.
فقالت له أم فراس: إذاً على خاطرك
يتبع