أثارت المبالغ الفلكية التى أنفقها مؤخراً نادى ريال مدريد الإسبانى لكرة
القدم لتدعيم صفوفه بلاعبين «سوبر» من أمثال ا لبرتغالى كريستيانو رونالدو
(٩٤ مليون يورو) والبرازيلى كاكا (٦٥ مليون يورو) والفرنسى كريم بنزيمة
(٤١ مليون يورو) والإسبانى راؤول ألبيول (١٥ مليون يورو)، مخاوف حقيقية من
أن تكون شبكات غسل الأموال القذرة وراء تمويل صفقات هذه الانتقالات وغيرها
من الانتقالات التى تقدر بمئات المليارات من اليورو كل عام فى مختلف أنحاء
العالم. وقد
تزامنت هذه المخاوف مع تحقيق أجرته منظمة العمل المالية الدولية «جافى» فى
٢٥ دولة حذرت فيه من إمكانية غياب قيم الشفافية فى رياضة كرة القدم، بعد
أن تحولت إلى صناعة بالمليارات يمارسها أكثر من ٢٥٠ مليون لاعب عبر العالم
وتتسع دائرة محبيها بشكل مطرد لتتربع على عرش الرياضة الأكثر جماهيرية فى
العالم.
ويذكر
أن نحو ٥.١ مليار شخص شاهدوا عبر شاشات التليفزيون المونديال الأخير الذى
أقيم بألمانيا فى عام ٢٠٠٦ من إجمالى ٦ مليارات نسمة هم سكان الكرة
الأرضية.
وحذرت
«جافى» - وهى منظمة دولية متخصصة في مكافحة غسل الأموال القذرة وتتبع
مصادر تمويل الإرهاب فى تحقيقها الذى تم كشف النقاب عنه باللغة الإنجليزية
على موقعها على شبكة الإنترنت - من أن كرة القدم أصبحت معرضة بشكل متزايد
لأنشطة شبكات غسل الأموال القذرة، خاصة فى مجال انتقالات اللاعبين بسبب
المليارات التى تضخ فى هذه العمليات واحتمالات أن تقبل بعض الأندية سواء
كانت كبيرة أو صغيرة أموالاً مشبوهة لإتمام هذه الصفقات بسبب الديون التى
تثقل كاهلها فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، فضلاً عن رغبتها الجامحة
فى تحقيق البطولات مهما كانت الشكوك الموجهة لمصادر التمويل.
وقد
ازداد تحقيق «جافى» مصداقية بعد التصريحات التى أعرب فيها كل من ميشيل
بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» وخوان لابورتا رئيس
نادى برشلونة الإسبانى عن دهشتهما حيال الأموال الطائلة التى ضخها نادى
ريال مدريد فى أفضل نجوم العالم بهدف بناء «فريق الأحلام ٢» بعد أن نجح
«فريق الأحلام ١» فى الفترة من ٢٠٠٢ إلي ٢٠٠٦ فى حصد معظم البطولات
المحلية والأوروبية للنادى الملكى.
ومن
جانبه، وصف خوان لابورتا فى تصريحات لمجلة «لونوفال أوبسرفاتور» الفرنسية
ما يقوم به حالياً ريال مدريد، منافس برشلونة اللدود والتقليدى على زعامة
الكرة الإسبانية بأنه عمل «إمبريالى».
وكان
تحقيق منظمة «جافى» قد حذر من أن إمكانية تورط شبكات غسل الأموال القذرة
فى صفقات كرة القدم يمكن أن يطال جميع القارات ولاسيما أمريكا الجنوبية
وأوروبا وأفريقيا.
وأعتبر
التقرير أن الأموال القذرة يمكن أن تجد طريقها بسهولة إلى كرة القدم فى
أمريكا الجنوبية بفضل الأرباح التى تتحقق من تجارة المخدرات، فيما يخشى أن
تلوث المافيا الإيطالية بمكاسبها الطائلة عمليات انتقال اللاعبين فى
أوروبا.
وقد
اعترف فانسون شمول مدير منظمة «جافى» بصعوبة إثبات تورط الأموال القذرة فى
كرة القدم، خاصة فى أوروبا نظراً للمصالح الهائلة فى هذه اللعبة التى تبلغ
استثماراتها فى أوروبا نحو ١٤ مليار يورو.[/size]