شبكة صقورقاسيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة صقورقاسيون

أهلا وسهلا بك زائر في شبكة صقورقاسيون أهلا بالعضو الجديد https://syriafree2011.syriaforums.net/u2823


    تلك الأفلام السورية القديمة .. !

    صقر قاسيون
    صقر قاسيون
    المدير العامالمدير العام


    ذكر
    موطني : تلك الأفلام السورية القديمة .. ! Sirya110
    المشاركات : 4178
    العمر : 50
    المزاج : النصر لثورتنا المباركة
    نقاط النشاط : 8812
    سبحان الله : تلك الأفلام السورية القديمة .. ! Untitl12

    تلك الأفلام السورية القديمة .. ! Empty تلك الأفلام السورية القديمة .. !

    مُساهمة من طرف صقر قاسيون الأحد 15 نوفمبر 2009, 2:31 am

    شاهدت البارحة على قناة المشرق فيلماً سورياً قديماً تم إنتاجه في فترة
    السبعينيات عندما كنت أتنقّل مللاً بين المحطات والسبب أنني لم أكن أستطيع
    النوم. في الواقع -مثل معظم أبناء جيلي- أنا لستُ من هواة متابعة الأفلام
    القديمة, لا السورية منها ولا المصرية, وحين يصدفني مشهد من فيلم قديم على
    الشاشة لا أفكر مرتين قبل تغيير المحطة بسرعة. لكن في الآونة الأخيرة بدأت
    تشدني متابعة بعض الأفلام السورية القديمة لسبب واحد وهو فضول تكوّن عندي
    لمعرفة كيف كان يعيش الجيل السابق لجيلي في الستينات والسبعينات, أي أنني
    لا أهتم بمتابعة القصة بل أحاول في شغف التقاط التفاصيل الصغيرة مثل
    الثياب, طريقة تصفيف الشعر, الطاولات واللوحات التي تزين الجدران, طريقة
    الكلام والمصطلحات العامية. يمكنك أن تتوقع أن الأفلام السورية القديمة لا
    تفيدني جداً في نقل دقيق للبيئة في تلك الأيام كما كنتُ أتمنى. تسألني
    لماذا؟ لأنها تمتلىء بـ (صبّلك كاس شمبانيا) و (بصحتكن) والعائلات التي
    تقضي إجازتها على البحر بالمايوهات والكثير من الـ (هاهاهاها) من رجال
    متأنقين ذو شوارب رفيعة يمسكون الغليون بيد وكأس
    (النبيذ/الويسكي/الشمبانيا .. أياً كان) باليد الأخرى ويصطحبون زوجاتهم
    ذوات التنانير القصيرة و الأفخاذ المكتنزة إلى سهرات في بيوت الأصدقاء .
    أضف إلى هذا بالطبع أن نصف الممثلين يتحدثون اللهجة الشامية أو شبه
    الشامية حيث تتحول ‘جميلة’ إلى ‘جميلي’ و ‘البامية’ إلى ‘باميي’ والنصف
    الآخر يتحدث المصرية ناهيك طبعاً عن قليل من اللهجة اللبنانية! كما ترى
    فإن أفلام تلك الحقبة قد تعكس أي شيء ما عدا الصورة الحقيقية للمجتمع
    السوري في حينها. لكن في النهاية لا يخلو الأمر من متعة مثلاً عندما تشاهد
    لقطة لساحة الأمويين في وضح النهار في فيلم سبعيني فترى أنها شبه فارغة
    إلا من بضعة سيارات فتقارن ذلك بالازدحام المروري الشديد في الساحة في
    أيامنا هذه.
    حسناً, كنا نتحدث عن الفيلم الذي شاهدته يوم أمس (ولا أدري ما اسم
    الفيلم لأنني لم أتابع من البداية), كان الفيلم من بطولة هالة شوكت و عبد
    اللطيف فتحي (الذي تعرفونه بإسم بدري أبو كلبشة). سوف أتحدث عن هذا الفيلم
    كمثال لكنه يعبر عن موجة الأفلام الهابطة التي كانت رائجة في حينها.
    حقيقةً أستغرب كيف يقبل المخرج والممثلين العمل بمثل هذه النوعية من
    الأفلام. بالتأكيد لن أستغرب إقدام المنتجين على إنتاج مثل هذه الأفلام
    فالمنتج يريد تحقيق أعلى الأرباح بأرخص الوسائل بل ربما هو أذكى من جميع
    طاقم العمل من مخرج وممثلين و فنيين. لكم أن تتوقعوا أن حبكة الفيلم سخيفة
    جداً, بطل الفيلم الثالث إضافة إلى فتحي وهالة شوكت هو ممثل غير معروف, لو
    رأيته يحمل سحاحير الخضار على كتفه في سوق الهال لقلتُ أن هذا العمل كثير
    عليه, فما بالك بكونه يعمل ممثلاً!! بالتأكيد يظهر في جميع المقاطع
    مقطّباً جبينه وهو يدخن على السرير عاري الجذع أو مرتدياً سترة جينز
    مفتوحة لا يرتدي تحتها شيئاً. جميع أبطال تلك الأفلام يظهرون بنفس تلك
    الحركات وكأن التدخين مع حركة تقطيب الجبين ستجعل منه (آل باتشينو)
    وستنهال عليه المعجبات والجوائز! أراهن أنه يظن نفسه خطيراً وموهوباً.
    بالإضافة إلى هذا هنالك ممثلة مصرية غير معروفة (ربما هي معروفة لكنني لا
    أعرفها لكن لا أعتقد هذا!) لكن هذه المرة الأمر مختلف عن بقية الأفلام فهي
    لا تتحدث بالمصرية بل باللهجة الشامية وبشكل كاريكاتوري مضحك جداً, لو
    أنها تحدثت بلهجتها الأم لكان الوضع أفضل. أعتقد أن المخرج لم يجد ممثلة
    سورية تقبل بارتداء تنورة طولها شبر طيلة الفيلم (ليس لانعدامهن بل لأنهن
    كن مشغولات بأفلام أخرى) فقام باستيراد هذه الفتاة من مصر.
    بالطبع هنالك جريمة قتل أو سرقة (كما في جميع تلك الأفلام), ولا بد من
    علاقة حب, لا بد من رقصة شرقية يتم إقحامها في الأحداث, والكثير من قمصان
    النوم المثيرة. حتى لتحدث نفسك استغراباً: هل هذه بالفعل هالة شوكت التي
    لم نعرفها إلا إمرأة مسنّة بعمر جدتك؟ نفس الشيء عندما ترى صباح جزائري أو
    منى واصف أو فاديا خطاب … الخ, اللواتي عرفناهن بأدوار الأمهات الرؤومات
    الحنونات وما إلى هنالك !
    طبعاً كما ذكرت حبكة الفيلم مضحكة جداً وقد ضحكتُ بصوتٍ مرتفع عدة مرات
    وكأنني أشاهد فيلماً كوميدياً. إذ يهرب اللص (العتال في سوق الخضرة إياه)
    ليحتمي لدى هالة شوكت و زوجها (عبد اللطيف فتحي) في المنزل الريفي المرفق
    بمقهى صغير يملكانه, فتقع هالة شوكت في حبه في اليوم الأول, ويشتعل حبهما
    في اليوم الثاني. ثم تصارحه بأنها تريد مساعدته لقتل زوجها كي ترثه
    ويتزوجا في اليوم الثالث. ثم يعلن الزوج للشاب بأنه وجده موحٍ بالثقة (بعد
    ثلاثة أيام فقط من تعرفه على الشاب) ويطلب منه أن يعمل لديهم في المقهى
    وفي اليوم الرابع يقع الشاب في غرام ابنة الزوج (من زواج سابق) فتشتغل
    الغيرة لدى الزوجة (هالة شوكت) وتنشب الخلافات … إلى آخر تلك الآحداث
    السخيفة!
    في تلك الفترة كان هناك عدد كبير من شركات الإنتاج الخاصة قبل أن تعلن
    المؤسسة العامة للسينما أنها ستحتكر إنتاج الأفلام. وأعتقد أن دريد لحام
    كان شجاعاً في أحد اللقاءات التي قرأتها له منذ سنوات في أحد المجلات
    عندما أعلن ندمه على جميع الأفلام التجارية الهابطة التي شارك فيها واعترف
    برداءتها وأن هدفها كان تجارياً بحتاً, وقال حينها بأنه لا يفتخر في
    مشواره السينمائي إلا بثلاثة أفلام, وهي الحدود والتقرير وكفرون.
    طرحي للموضوع برمّته لم يأتِ كي أسخر من الأفلام القديمة تلك. بل أريد
    الانتقال إلى سؤال وموضوع أكثر أهمية. هل تعتقدون بأننا يجب أن نخشى من
    عودة موجة الأفلام السورية الهابطة بعد أن سُمِحَ للشركات الخاصة بالعودة
    إلى قطاع إنتاج الأفلام؟ بالنسبة لي فأنا متفائل بأننا لن نشهد موجة شبيهة
    وذلك لعدة أسباب:
    1. زخم الأعمال الدرامية السورية في السنوات السابقة وتطور الدراما
    السورية بشكل كبير أدى إلى رفع ذائقة المشاهد السوري, بحيث أعتقد بأنه حتى
    لو فكر أحد المنتجين بإنتاج أفلام هابطة بغية تحقيق أرباح سريعة فسوف يفكر
    كثيراً ولن يقدم بالنهاية على هذا لأنه يعرف أنه قد يتحول إلى (ممسحة) بين
    الناس وفي الصحافة وخاصة الالكترونية منها. صدقوني لن يرحمه أصحاب
    التعليقات في المواقع الاخبارية المحلية والمنتديات.
    2. كان جمهور أفلام تلك الفترة من الشباب الذين يبحثون عن مشهد مثير مدته
    أقل من نصف دقيقة في فيلم مدته ساعة ونصف إلى ساعتين. وكان المنتجون
    يدركون هذا فيضعون تلك اللقطات القصيرة على إعلان الفيلم, أما في زماننا
    هذا فلم يعد هنالك من داع لكل هذا العناء بالنسبة لمن يحبون هذه المشاهد,
    فهي على بعد ضغطة زر أو مشوار قصير إلى بسطات السيديات على جسر الرئيس,
    سوف يضطرون لسد أنوفهم عند المرور جانب الكراجات, نعم هذا صحيح, لكن
    بالنسبة لهم فالأمر يستحق.
    3. أتوقع أن الرقابة الآن باتت أشد من سابقتها. أعرف أن البعض لن يحب هذه
    الفقرة لكنها الحقيقة, الوعي الديني والصحوة الدينية زادت بمراحل هائلة عن
    سابقتها في الستينيات والسبعينيات. لا أعني أن أعضاء الرقابة أصبحوا من
    المشايخ ذوي اللحى, لكن الصحوة الدينية العامة تلك ستطال قراراتهم بشكل أو
    بآخر حتى لو كان القائمون عليها من كفار قريش! هذا أمر جيد لكن أتمنى في
    حال طبقت رقابة جيدة على المواد اللاأخلاقية ألا يتم تطبيق رقابة بنفس
    الجودة على الأعمال السياسية.
    4. حتى الآن, ومنذ أن عادت شركات الإنتاج الخاصة إلى قطاع الأفلام لم
    ألاحظ إنتاج أفلام هابطة. بل كانت البدايات مشجعة وخاصة بالنسبة لفيلم مثل
    (سيلينا) من إخراج حاتم علي. عندي شخصياً بعض الملاحظات القليلة حول
    الفيلم وهي ليست موضوعنا لكن بشكل عام أعتبره بداية ممتازة ومبشرة.
    في الواقع كما قلت لكم أخشى عودة تلك الفترة من الهبوط, لكنني متفائل بأنها لن تعود. أم أنّ لكم رأياً آخر؟

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024, 1:03 pm