شبكة صقورقاسيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة صقورقاسيون

أهلا وسهلا بك زائر في شبكة صقورقاسيون أهلا بالعضو الجديد https://syriafree2011.syriaforums.net/u2823


    لكي لا نغرق في الهوان

    طلال محمود
    طلال محمود
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    موطني : لكي لا نغرق في الهوان  Palest10
    المشاركات : 41
    العمر : 44
    نقاط النشاط : 5280
    سبحان الله : لكي لا نغرق في الهوان  Untitl12

    لكي لا نغرق في الهوان  Empty لكي لا نغرق في الهوان

    مُساهمة من طرف طلال محمود الجمعة 24 سبتمبر 2010, 8:35 am

    ;كتب عدلي صادق
    في مقال نشرته أمس، أكدت تسيبي ليفني، زعيمة 'كاديما' على الأمر نفسه الذي أشرنا اليه في معرض الحديث عن التطلب الإسرائيلي لاعتراف فلسطيني بما يُسمى 'يهودية الدولة'، وهو أن مكانة إسرائيل ما تزال تهبط حتى في نظر يهود العالم. فقد ذكرت ليفني إنها لمست ذلك بنفسها أثناء تجوالها في العالم وصُدمت. وأشارت بصراحة الى أن إسرائيل لم تعد مصدر اعتزاز الشباب اليهودي اليافع في دول الانتشار، ولم تعد العائلات اليهودية في حاجة الى إسرائيل باعتبارها ملاذاً آمناً، بل إن الكثير من اليهود يعتقدون أنهم استُغلوا، وبالتالي لم يعد يُسمع صوتهم مثلما كان!

    إن ملعب السياسة الأمريكية هو مربع التأثير الوحيد الذي تبقى لليهود الصهاينة المنحازين لحكومة المستوطنين. وهؤلاء لم يجدوا من يوقفهم لكي يفكروا ويتصرفوا بعقلانية أو باعتدال. وكثيرون الذين قالوا، إن مجرد خطوة عربية، جريئة ومنسقة، من شأنها أن تجعل هؤلاء يقتنعون بأن سياساتهم المحابية لإسرائيل، تحرجهم وتُلحق بهم الخسارة وتعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر. ولدى العرب أدوات ضغط قوية، لو استخدم بعضها لتغير الوضع تماماً!

    * * *

    نتنياهو، رئيس حكومة المستوطنين العنصريين، يهرب الى الأمام، ويدفع الأمور الى المواجهة. وباعتبار أن المُراد للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، هو العيش في مُنحشرات معزولة، فإن المقاصد تصبح معلومة، وهو أن يتوحد اليهود ـ حسب ليفني في مقالها ـ على قاعدة المخاطر. فهي تقول إن التهديدات والإشارات الحمراء كانت دائماً توحدهم، وهذا مؤشر على فشل في الرؤية وفشل في القيادة. فإن كان يصح أن يوحّد الخطر اليهود لتحقيق النجاة، فلا ينبغي أن يكون الخطر مطلوباً لكي تستمر الحياة!

    كأنما الأمر، الآن، في رأيها، يحتاج الى أحد مسارين، إما أن يتوافق اليهود، على رؤية ينطلقون منها الى ما يطمحون، بدهاء الآباء المؤسسين، أو أن يذهبوا في طريق التصعيد والتوتر وجلب الأخطار، وهذه في رأيها حماقة. وبالطبع لم تذهب تسيبي ليفني بعيداً في توصيف حال العُصاب الذي استبد بالمستوطنين العنصريين، لا سيما ووأنها خرجت من جذرهم نفسه، أي من جذر المدرسة السياسية التي عللت وجود معتدلين عرب، باللطمات والضربات الإسرائيلية. فقد ثبت أن هذه المدرسة غبية لا تفسر المسائل على النحو الصائب. فالنخب السياسية الإسرائيلية تتحاشى الإشارة الى 'الأخطاء الشائعة' في سلوك المعتدلين العرب. فبدل أن توحد المخاطر وأن يوحد العناد الإسرائيلي هؤلاء المعتدلين، ويجمعهم على خطوات محددة على الأرض وعلى مستويات عدة؛ تراهم عاجزين عن النطق، ويزدادون 'اعتدالاً' فيما هذا ليس إلا الهوان بعينه!

    * * *

    لقد كان إلحاح نتنياهو، ومن قبله ليفني وأولمرت، على اعترافنا بما يُسمى 'يهودية الدولة' هو انعكاس، في وجه من الوجوه، لمباراة بين خطين أحدهما يتمسك بالهوية من خلال العلمانية التي تركز على الخدمة في الجيش واللغة العبرية، والثاني التشدد الذي يركز على الاستيطان والهوية الدينية التي يريدونها سمة لوجود إسرائيل في هذه المنطقة. وليفني في مقالها، تستفيق على مخاطر الطرح الذي كانت سباقة اليه، فتقول 'إن هناك مسألة الالتزام بالقيم المشتركة التي وحدتنا كشعب، والتي لطالما ترددت أصداؤها من حولنا هنا، وبين اليهود في العالم، لكنها الآن باتت خافتة وتزداد ضعفاً'!

    وبدل التسمية التي يسعى نتنياهو الى انتزاعها منا، تطرح ليفني أمراً آخر، وهو في ظنها ما يحتاج اليه الإسرائيليون اليهود: إعادة تأطير دراماتيكية لدور إسرائيل في الحياة اليهودية نفسها، ولطبيعة العلاقة بين الدولة والعالم اليهودي، لكي تعود هذه إسرائيل من جديد، مؤئلاً لليهود مثلما تطمح ليفني!

    غاية القول إنهم مأزومون، وعندما يتزيدون في الطلب ويتمسكون بالاستيطان ويقتلون يومياً ويقمعون الناس في القدس، فإنما يعكسون حال العُصاب الذي لا علاج له سوى تصعيد الموقف الشعبي والسياسي في مواجهتهم، عربياً وفلسطينياً. إن هؤلاء لا مستقبل لهم، ويتعين على المعتدلين أن يتوحدوا في مواجهة هذا الصلف فلا بد من امتناع قاطع عن المفاوضات في ظل استمرار النشاط الاستيطاني، ولا بد من وضع النقاط على الحروف مع أمريكا ومع كل من يحابي هؤلاء المتطرفين، لكي لا نخسر قضيتنا ونغرق الى الأبد
    في الهوان!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 20 سبتمبر 2024, 8:39 pm