دخول
للوطن عطاء... الشهيد سعد مصباح سعد
الشهيد سعد مصباح سعد
بقلم: محمد علي صالح
في الذكري الخامسة عشر للانتفاضة اكتوبر نعرض عليكم صفحة أخرى من "للوطن عطاء"... صفحة من صفحات ليبيا المشرفة... صفحة من صفحات الشرف والبطولة... نقدم لكم الشهيد البطل سعد مصباح سعد.
ينتمي الشهيد الي اسرة ليبية عريقة, فجده سعد كان من مشائخ قبيلة الزبيدات فاخد عنه طيبته ونبله. ولد الشهيد بمدينة طرايلس سنة 1959 وتلقي فيها تعليمه الابدائي والاعدادي والثانوي, وفي سنة 1978 توجه لدراسة العلوم السياسية في اسبانيا والتي شغف قلبه بدراستها. انهي الدراسة الجامعية والماجستير من جامعة مدريد ولم يمهله الوقت ليقدم اطروحة الدكتوراة.
تزوج عام 1989 وله من الابناء الامين واحمد وبشري. عايش فترة نشاط حزب التحرير في ليبيا وتاثر بكثير من افكاره حتي نسب فكاريا لحزب التحرير ولكنه فضل الحفاظ على استقلاليته. وتبلورت في ذهنه فكرة التغيير فكان حريصا علي ربط علاقات قوية مع عدد من ضابط الجيش وعدد من الشخصيات الوطنية من مختلف الاطياف ممن لهم غيرة علي ليبيا ويسعون للتغيير. وقد حقق نجاح الي حد كبير خلال سنوات الثمانينات وساعده في ذلك سعة علمه وذكئه وفطنته ولباقته في الحديث والتعامل مع الاخرين وحنكته وحسن خلقه وهدوئه وقدرته علي احتواء المشاكل والأزمات وصبره وشجاعته ووطنيته وغيرته علي بلده.
انضم مبكرا الي صفوف المعارضة الليبية من خلال تنظيم الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا والتي عرف فيها باسم ابو همام وخلال فترة دراسته اتطلع علي نشاط الكثير من التيارات السياسية فساهمت هي الاخري في صقل مهارته ورفع مستوي الاداء لديه. عرف بتدينه وكرمه وتواضعه وحفاظه علي الصلاة بالمسجد ولم يولي للمال اي اعتبار فعاش فقيرا ومات فقيرا.
تم القبض عليه يوم 12 اكتوبر 1993 ضمن عدد من ضباط الجيش والشرطة ومدنيين اللذين كانوا يشكلون تنظيم يسعى للإطاحة بنظام القذافي القمعي.
كان الشهيد يدرك تمام الادراك ان مجابهة نظام قمعي تتطلب التضحية بكل شئ وقد فعل ذلك بكل شجاعة وقد تجلت كل صفات الشهيد بوضوح في جلسات التحقيق المفبركة التي دبلجها النظام كمسرحية فاشلة سخيفة مع قيادة حركة اكتوبر 93م والتي اذيعت علي التلفزيون الليبي عقب اعتقال اعضاء مجموعة اكتوبر والتي كان الشهيد من ابرز عناصرها المعتقلين.
استطاع الشهيد سحب البساط من تحت اقدام التهامي خالد رئيس الامن الداخلي في ليبيا الذي كلفه النظام بالتحقيق مع قيادة ابطال اكتوبر 93م علي التلفزيون ووببراعة ودهاء وحنكة استطاع الشهيد ان يجعل من التهامي خالد في محل المتهم. ادي ذلك الصبر والدهاء والشجاعة في مواجهة الموقف باحتساب والتعامل معه الي ارباك النظام واحراج اجهزته الامنية مما زاد الاعجاب ببطولة الشهيد في الشارع الليبي واثر ذلك كثيرا في تعبئة الشارع في بني وليد للتظاهر والتمرد ضد نظام القدافي القمعي ومواجهته مما جعل الشهيد مثلا يحتدى بيه في الصبر والشحاعة والوطنية والرجولة ومواجهة نظام القهر في ليبيا ومناكفته.
تمت محاكمة الشهيد ورفاقه الابطال امام محمكة عسكرية طبقا للقانون 71 للسنة 1972م بشان تجريم الحزبية وايضا قانون الاجراءت العسكرية. حكمت عليه هذه المحكمة بالاعدام هو وعدد من ابطال ليبيا ونفد الحكم في الشهيد وسبعة من ابطال ليبيا في بداية 1997م.
ومنذ اعتقاله الي يوم استشهاده لم نسمع عنه الا كل الخير, فقد قال فيه احد الاخوة السجناء, المفرج عنهم مؤخرا بعد مدة اعتقال قاربت الثلاثة عقود في سجن ابوسليم سيئ السمعة, والذي عرف الشهيد والكثرين من رفاق النضال ضد نظام القذافي: "ان الشهيد سعد مصباح سعد هو رجل دولة من الطراز الاول ونشهد لله اني والكثرين رأينا فيه مؤهلات الشخصية القادرة علي المشاركة في قيادة ليبيا والسير بيها قدما الي الامام. الشهيد لم يضعف ولم ينهار بسبب ما اصابه وجعل من زنزانته المظلمة نور بتلاوته للقران وحول وحشتها الي انس بايمانه بربه ورضائه بقدره".
كل الذين عرفوك ايها الشهيد في السراء والضراء لازالوا يذكرونك ويذكرون مواقفك البطولية فعمرك اطول من عمر جلادك... وعهدا منا لك ولكل شهداء ليبيا الأبرار ان نستمر علي طريق النضال من أجل ليبيانا الغالية التي دفعتم بأرواحكم فداءا لها.
أسعد قد بكـــاك السهل والـــوادي فلم يعد للإنس بعــد اليوم ميعـاد
أسعد قد بكتك عيون أنت لم ترها فما نعمت بعيــد اليوم برقـاد
أسعد قد رحلت اليوم عــن وطــن يأبي الخنـــوع وينأ عن الأحقاد
اختطفتك عصابة الغدر من بيننـا لتصعد والشهداء إلي جوار الخالق الهادي
محمد علي صالح
الشهيد سعد مصباح سعد
بقلم: محمد علي صالح
في الذكري الخامسة عشر للانتفاضة اكتوبر نعرض عليكم صفحة أخرى من "للوطن عطاء"... صفحة من صفحات ليبيا المشرفة... صفحة من صفحات الشرف والبطولة... نقدم لكم الشهيد البطل سعد مصباح سعد.
ينتمي الشهيد الي اسرة ليبية عريقة, فجده سعد كان من مشائخ قبيلة الزبيدات فاخد عنه طيبته ونبله. ولد الشهيد بمدينة طرايلس سنة 1959 وتلقي فيها تعليمه الابدائي والاعدادي والثانوي, وفي سنة 1978 توجه لدراسة العلوم السياسية في اسبانيا والتي شغف قلبه بدراستها. انهي الدراسة الجامعية والماجستير من جامعة مدريد ولم يمهله الوقت ليقدم اطروحة الدكتوراة.
تزوج عام 1989 وله من الابناء الامين واحمد وبشري. عايش فترة نشاط حزب التحرير في ليبيا وتاثر بكثير من افكاره حتي نسب فكاريا لحزب التحرير ولكنه فضل الحفاظ على استقلاليته. وتبلورت في ذهنه فكرة التغيير فكان حريصا علي ربط علاقات قوية مع عدد من ضابط الجيش وعدد من الشخصيات الوطنية من مختلف الاطياف ممن لهم غيرة علي ليبيا ويسعون للتغيير. وقد حقق نجاح الي حد كبير خلال سنوات الثمانينات وساعده في ذلك سعة علمه وذكئه وفطنته ولباقته في الحديث والتعامل مع الاخرين وحنكته وحسن خلقه وهدوئه وقدرته علي احتواء المشاكل والأزمات وصبره وشجاعته ووطنيته وغيرته علي بلده.
انضم مبكرا الي صفوف المعارضة الليبية من خلال تنظيم الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا والتي عرف فيها باسم ابو همام وخلال فترة دراسته اتطلع علي نشاط الكثير من التيارات السياسية فساهمت هي الاخري في صقل مهارته ورفع مستوي الاداء لديه. عرف بتدينه وكرمه وتواضعه وحفاظه علي الصلاة بالمسجد ولم يولي للمال اي اعتبار فعاش فقيرا ومات فقيرا.
تم القبض عليه يوم 12 اكتوبر 1993 ضمن عدد من ضباط الجيش والشرطة ومدنيين اللذين كانوا يشكلون تنظيم يسعى للإطاحة بنظام القذافي القمعي.
كان الشهيد يدرك تمام الادراك ان مجابهة نظام قمعي تتطلب التضحية بكل شئ وقد فعل ذلك بكل شجاعة وقد تجلت كل صفات الشهيد بوضوح في جلسات التحقيق المفبركة التي دبلجها النظام كمسرحية فاشلة سخيفة مع قيادة حركة اكتوبر 93م والتي اذيعت علي التلفزيون الليبي عقب اعتقال اعضاء مجموعة اكتوبر والتي كان الشهيد من ابرز عناصرها المعتقلين.
استطاع الشهيد سحب البساط من تحت اقدام التهامي خالد رئيس الامن الداخلي في ليبيا الذي كلفه النظام بالتحقيق مع قيادة ابطال اكتوبر 93م علي التلفزيون ووببراعة ودهاء وحنكة استطاع الشهيد ان يجعل من التهامي خالد في محل المتهم. ادي ذلك الصبر والدهاء والشجاعة في مواجهة الموقف باحتساب والتعامل معه الي ارباك النظام واحراج اجهزته الامنية مما زاد الاعجاب ببطولة الشهيد في الشارع الليبي واثر ذلك كثيرا في تعبئة الشارع في بني وليد للتظاهر والتمرد ضد نظام القدافي القمعي ومواجهته مما جعل الشهيد مثلا يحتدى بيه في الصبر والشحاعة والوطنية والرجولة ومواجهة نظام القهر في ليبيا ومناكفته.
تمت محاكمة الشهيد ورفاقه الابطال امام محمكة عسكرية طبقا للقانون 71 للسنة 1972م بشان تجريم الحزبية وايضا قانون الاجراءت العسكرية. حكمت عليه هذه المحكمة بالاعدام هو وعدد من ابطال ليبيا ونفد الحكم في الشهيد وسبعة من ابطال ليبيا في بداية 1997م.
ومنذ اعتقاله الي يوم استشهاده لم نسمع عنه الا كل الخير, فقد قال فيه احد الاخوة السجناء, المفرج عنهم مؤخرا بعد مدة اعتقال قاربت الثلاثة عقود في سجن ابوسليم سيئ السمعة, والذي عرف الشهيد والكثرين من رفاق النضال ضد نظام القذافي: "ان الشهيد سعد مصباح سعد هو رجل دولة من الطراز الاول ونشهد لله اني والكثرين رأينا فيه مؤهلات الشخصية القادرة علي المشاركة في قيادة ليبيا والسير بيها قدما الي الامام. الشهيد لم يضعف ولم ينهار بسبب ما اصابه وجعل من زنزانته المظلمة نور بتلاوته للقران وحول وحشتها الي انس بايمانه بربه ورضائه بقدره".
كل الذين عرفوك ايها الشهيد في السراء والضراء لازالوا يذكرونك ويذكرون مواقفك البطولية فعمرك اطول من عمر جلادك... وعهدا منا لك ولكل شهداء ليبيا الأبرار ان نستمر علي طريق النضال من أجل ليبيانا الغالية التي دفعتم بأرواحكم فداءا لها.
أسعد قد بكـــاك السهل والـــوادي فلم يعد للإنس بعــد اليوم ميعـاد
أسعد قد بكتك عيون أنت لم ترها فما نعمت بعيــد اليوم برقـاد
أسعد قد رحلت اليوم عــن وطــن يأبي الخنـــوع وينأ عن الأحقاد
اختطفتك عصابة الغدر من بيننـا لتصعد والشهداء إلي جوار الخالق الهادي
محمد علي صالح
