شبكة صقورقاسيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شبكة صقورقاسيون

أهلا وسهلا بك زائر في شبكة صقورقاسيون أهلا بالعضو الجديد https://syriafree2011.syriaforums.net/u2823


4 مشترك

    انقاذ ليبيا

    كابتن هيرو
    كابتن هيرو
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    المشاركات : 18
    نقاط النشاط : 5820

    انقاذ ليبيا Empty انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف كابتن هيرو الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:21 am


    في ذكرى تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا[1]

    " بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد

    وعلى آله وصحبه أجمعين

    فمن الإيمان بالله سبحانه وتعالى قيّوم السموات والأراضين..
    ومن الإيمان بتكريم الله للإنسان ، واستخلافه له في الأرض..
    ومن الإيمان بكل قيم الحق والخير والنور التى بشّر بها ديننا الحنيف..
    ومن الإيمان بديمومة الصراع بين الحق والباطل، والخير والشر في هذه الحياة..
    من كل ذلك..
    ومن ضراعات الآباء والأمهات..
    ومن كرامات وابتهالات الأولياء والصالحين ..
    ومن أنّات وصرخات المعذبين والمظلومين..
    ومن حبّات عرق كل الكادحين ..
    ومن براءة نظرات كل الأطفال..
    ومن حشرجة أرواح كل شهدائنا وهي تصعد إلى بارئها..
    ومن أثار كل صور البطولة والفداء والتضحية التى ارتسمت فوق أرضنا عبر تاريخنا المجيد
    من ذلك كله ..
    نستمد التكليف
    ونستمد العون والقوة
    ونستمد الأمل والثقة .."[2]

    إنطلاقة التأسيس..

    لا يغيب على المتابعين للحقبة التى شهدت انطلاقة الجبهة في مطلع العقد الماضي[3] انها كانت من أشد الحقب حلكة وظلمة في تاريخ حكم القذافي الاسود ، حيث لم يكتف القذافي خلالها بالانفراد والاستبداد الكامل بكافة الاوضاع في البلاد ، وبتدمير مقدرات ليبيا وثرواتها وبمصادرة الحريات والاعتداء على الاعراض والحرمات والمقدسات ، وبإعتقال الآلاف من أحرار ليبيا حيث مارس زبانيته بحقهم أبشع صور التعذيب والقهر النفسي والبدني، وبتعليق عدد منهم على أعواد المشانق في الميادين العامة ، واطلاق الرصاص على أعداد أخرى من أبناء قواتنا المسلحة الليبية داخل معسكراتهم .. بل أعلن بكل صلف واستهتار بأن " التصفية الجسدية " هي المرحلة النهائية في جدل " ثورته " مع أعدائها .. وفي ظل هذا الشعار أرسل تهديده الصريح بملاحقة معارضيه من أبناء الشعب الليبي حتى ولو كانوا يقطنون القطب الشمالي... وفي ظل هذا الشعار انطلق زبانيته من أعضاء ما يسمى بتنظيم " اللجان الثورية " يحصدون أرواح عدد من الليبيين في عدد من عواصم العالم ، بل ولا يترددون حتى في تسميم أطفال من يشك في معارضته لنظامه ، بل لقد أقدم هؤلاء الزبانية بأمر من القذافي بالهجوم على مقابر عدد من الشهداء داخل ليبيـا ونبش أجداثهم والإلقاء بها في عرض البحر.

    وفي هذه الظروف الحالكة السواد ، المليئة بالظلم والرعب والخوف انطلقت أصوات المعارضة الليبية في خارج ليبيا بعد أن سُدّت في وجهها كافة السبل ، وصُدّت أمامها الأبواب للتعبير وللعمل ضد النظام داخل أرض الوطن .. وفي هذه الظروف جاء الإعلان عن تأسيس " الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا" راية أخرى من رايات الجهاد الوطني ، داعية كافة الليبيين إلى الكفاح من أجل الإطاحة بحكم القذافي ، وإلى العمل من أجل إقامة نظام حكم وطني ديمقراطي بديل له ، يستند إلى " الشرعية الدستورية " ، التى تنبثق عن الاختيار الحر لكامل الشعب الليبي ، وتستلهم عقيدة شعبنا الإسلامية وتاريخه وتراثه الحضاري .

    معاني كبيرة ..

    إن إنطلاقة الجبهة في مثل هذه الظروف, وبالشكل الذي تم جسّدت شيئا كبيراً كانت ساحة النضال الوطني في تلك الحقبة أشد ما تكون حاجة إليه .. ونعني به التحدي الصريح القوي المعلن للقذافي وصلفه وطغيانه .. وذلك هو المعنى الأساسي الأول الذي يجدر بنا نحن أبناء الجبهة أن نفخر وأن نعتز به .

    كذلك فإن هناك معنى أخر على درجة كبيرة من الأهمية نأمل ألاّ يغيب عن أبناء الجبهة بل وعن كافة الليبيين .. ونعنى به أن قيام المعارضة الليبية خارج ليبيـا في تلك الأونة ، لم يكن خياراً بين أن تقوم في الداخل وأن تقوم في الخارج .. فالمعروف أن القذافي في تلك الفترة بالذات لم يترك أي خيار وأي فرصة لمعارضته والعمل ضده من الداخل ... ومن ثم فقد كان الخيار يومذاك على الأقل بالنسبة للعناصر التى لجأت إلى خارج ليبيا .. هو بين ألاّ تقوم بمعارضة القذافي على الإطلاق ، وبين أن تعمل ضده من خارج ليبيـا... وفي هذا السياق وفي هذا الإطار كان خيار المعارضة التى قامت في الخارج .. والتى لم يغب عنها منذ اللحظات الأولي لقيامها أنه وإن كانت الظروف قد حتمت عليها أن تقوم خارج حدود ليبيـا إلا أن ميدان حسم معركتها مع القذافي هو داخل ليبيـا وفي شتى مدنها وقراها.

    برنامج نضالي متكامل ..

    إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا لم تكتف بمجرد الدعوة للإطاحة بحكم القذافي .. ولكنها طرحت لتحقيق هذه الغاية " برنامجاً نضالياً متكاملاً "، يعتمد الكلمة والبندقية ، ويعتمد الحجّة والحركة ، ويعتمد العرق والدم، ويعتمد الجهد والمال.. كما دعت كافة أبنائها وأعضائها إلى المشاركة في هذا البرنامج النضالي والمساهمة في تنفيذه ، كلّ بما في جهده واستطاعته ، وبما حباه الله من إمكانيات وقدرات . وفي ساحة تنفيذ هذا البرنامج التقت كافة أرجاء ليبيـا وبطونها وأجيالها ,, والتقى الشيخ الوقور بالفتى اليافع ، وحرائر ليبيـا بأحرارها .. وذلك فيما نحسب بعد جديد أضافته الجبهة إلى حركة الجهاد والنضال الوطني .. من حقنا جمميعا أن نعتز به .. كما ينبغي علينا أن نذكر لأصحاب كافة المساهمات والتضحيات فضلهم وسابقتهم في تنفيذ هذا البرنامج، وفي مقدمتهم شهداؤنا الابرار ومناضلونا الأحرار الذين ما زالوا يقبعون في سجون الطاغية .

    وفضلاً عن ذالك ، وفي ظل هذا البرنامج النضالي الذي طرحته ، فقد قامت الجبهة خلال هذه المسيرة ، ومن أجل تحقيق هدفها الأساسي الأول المتمثل في الإطاحة بحكم القذافي ، بجملة من المبادرات الجهادية والمبادرات النضالية المتواصلة ، التى نحسب أنها سوف تبقى مَعْلَماً بارزاً من معالم جهاد شعبنا ضد حكم القذافي خلال هذه الحقبة .. ونعنى بها :
    العملية الجهادية البطولية في مايو 1984 بقيادة أحد مؤسسي الجبهة وعضو لجنتها التنفيذية المجاهد الشهيد البطل " أحمد إبراهيم إحواس " وهي العملية التى استهدفت القضاء على القذافي داخل ثكنته في معسكر باب العزيزية بطرابلس .
    استنفار صائفة عام 1985 الذي شارك فيه معظم أبناء الجبهة المقيمين خارج ليبيـا يومذاك، وهو الاستنفار الذي ارتبط بعمل فدائي كانت تخطط للقيام به عناصر داخل البلاد بالتعاون مع الجبهة في تلك الفترة .
    المبادرة في شهر يونية من عام 1988 بتأسيس " الجيش الوطني الليبي " كجناح عسكري للجبهة ، وهو الجيش الذي كان قوامه فدائيو الجبهة الذين صاحبوا مسيرتها منذالمراحل الأولي لتأسيسها فضلاً عن الأخوة العسكريين الذين انضموا إلى صفوف االجبهة في تشاد منذ أواخر عام1987 ، وقد شرع ذلك الجيش منذ تأسيسه بالتخطيط وإعداد العدة للقيام بإجتياح عسكري لنظام حكم القذافي عبر حدود ليبيـا الجنوبية وهو المشروع الذي لقى نهايته بسقوط نظام حكم الرئيس حسين هبري في تشاد في أواخر عام 1990.
    الشروع في الإعداد منذ أواخر عام 1989 لسلسلة من العمليات الفدائية داخل ليبيا ، وهو الأمر الذي جرى الكشف عنه بتواطؤ إحدي الدول وتمّ على إثره اعتقال عشرات من مناضلي الجبهة في الداخل خلال شهر مارس 1990 .
    المبادرة منذ بدايات عام 1993 بالتحالف والتعاون مع عدد من العناصر الوطنية المدنية والعسكرية داخل ليبيـا من أجل الإعداد لعمل عسكري كبير وشامل يهدف إلى الإطاحة بالنظام القائم في ليبيـا، وهي العملية التى عرفت بإنتفاضة بني وليد العسكرية في اكتوبر من عام 1993 والتى قام النظام إثر إكتشافه لها بإعتقال أعداد كبيرة من الإخوة العسكريين والمدنيين كما أصدر بحق بعضهم أحكاماً بالإعدام.
    شواهد ودلالات ..
    على الرغم مما يمكن أن يكون قد صاحب هذه العمليات والمبادرات كأيّ جهد إنساني من أخطاء ومن إخفاق في تحقيق الهدف النهائي لها والمتمثل في الإطاحة بنظام القذافي ، إلا أنها مع ذلك ستظل شاهداً على روح الإقدام والإقتحام والجسارة التى جسّدتها الجبهة ، وروح البطولة والفداء التى تحلّى بها رجالها ، وبعد النظر الاستراتيجي الذي طبع عملها ونضالها.

    لقد نقلت عملية مايو 1984 المعركة إلى داخل حدود ليبيـا، بعد أن تصوّر القذافي أنه سوف يبقيها بل وأن يحسمها مع خصومه خارج تلك الحدود.
    كما جسّد استنفار عام 1985 قدرة الجبهة على إقامة التحالفات الإقليمية ومع شتى العناصر الوطنية العسكرية والمدنية بمن فيها العناصر القريبة من القذافي والمقربة إليه من أجل تحقيق هدف الإطاحة به .
    كما جسّد تأسيس الجيش الوطني الليبي " الجناح العسكري للجبهة " في عام 1988 قدرة الجبهة على الإقدام على إرتياد أخطر السبل من أجل بلوغ أهدافها وأهداف شعبنا.
    كما جسّدت تجهيزات عام 1990 استعداد رجال الجبهة الدائم لبذل التضحيات وركوب المخاطر ومفاجأة القذافي.
    كذلك فقد جسّدت انتفاضة اكتوبر قدرة الجبهة على كسر أقوى تحالفات القذافي القبلية والعسكرية وتأليبها ضده من أجل مصلحة الوطن وتحقيق أهداف شعبنا.
    وفضلا عن هذه المشروعات النضالية الاستراتيجية فقد نجحت الجبهة في أن يكون لها :

    الحضور الإعلامي المكثف ، عبر برامجها الإذاعية الموجهة إلى داخل ليبيـا، ومجلتها وبقية إصداراتها ومطبوعاتها المقروءة والمسموعة والمرئية والذي قامت من خلاله بتعرية النظام وحشد الليبيين ودعوتهم للتحرك ضده.
    الحضور السياسي المتواصل في شتى عواصم العالم ولدي المنظمات الدولية والإقليمية ولدي الهيئات المعنية بحقوق الانسان وفي وسائل الإعلام العربية والأجنبية ، من أجل تعرية ممارسات القذافي والتعريف بقضية الشعب الليبي وطلب النصرة لها ، وتأليب الرأي العام العربي والعالمي ضد النظام الجاثم على أنفاس شعبنا.
    الحضور الشعبي والنقابي ، من خلال مختلف أنواع الملتقيات والاشكال التنظيمية للجبهة ومن خلال مشاركة عناصرها في عدد من النشاطات الاحتجاجية وفي تأسيس وتفعيل النقابات والإتحادات الطلابية والمهنية .
    ملاحقة الجبهة ورجالها..

    لم يكن مستغربا في ظل كل ذلك ، أن تصبح ملاحقة الجبهة والسعي لتحطيمها بكل السبل والحيل همّ القذافي المقيم المقعد، ( وكما كان شأنه مع بقية العناصر الوطنية المعارضة في الداخل والخارج) وأن يقوم من أجل تحقيق هذه الغاية بمصالحة خصومه وأعدائه السياسيين على امتداد الساحة العربية والافريقية والعالمية سعياً لتضييق الخناق على الجبهة ولمحاصرتها ، وأن يرصد الملايين من الدولارات من أجل شراء الذمم والأقلام ومختلف أنواع المرتزقة والعملاء بغية تشويه هوية الجبهة ، وبهدف النيل من رجالها بل وبتصفيتهم والقضاء عليهم .

    لقد استبدّت الرغبة بالقذافي في ملاحقة الجبهة والقضاء عليها حدا جعلته اسيراً لها، وأدّت به جهوده المحمومة في هذا الصدد إلى ارتكاب العديد من الجرائم والحماقات السياسية التى زادت بدورها من ربكة النظام وضاعفت بالتالي حملته على الجبهة وتصميمه على التأمر من أجل القضاء عليها.

    فكما هو معروف ...

    فقد قام القذافي في شهر مارس من عام 1984 بإصار أوامره لطياريه العسكريين بضرب مبنى إذاعة أم درمان السودانية ، معتقداً بأن إذاعة الجبهة تقوم ببث إرسالها من ذلك المبنى.

    وفي شهر أبريل من ذات العام قام عملاء القذافي بإطلاق الرصاص على الليبيين المتظاهرين أمام مبنى السفارة الليبيـة في العاصمة البريطانية ، الأمر الذي أدّى إلى مصرع الشرطية البريطانية " ايفون فليتشر " وإلى جرح عشرات المتظاهرين الأمر الذي أدّ إلى طرد كافة موظفي سفارة القذافي وقطع العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وبين نظامه.

    كما ترتتب على نشاط الجبهة بين الحجيج الليبيين خلال مواسم الحج منذ عام 1401 هـ 1981 م ( وكما هو معروف فقد صادف يوم السابع من اكتوبر 1981 يوم عرفة لعام 1401 هـ) ترتب على ذلك النشاط قيام القذافي في أعقاب عملية معسكر باب العزيزية ( مايو/ شعبان 1404 هـ) بإرسال عدد كبير من مرتزقته أعضاء اللجان الثورية على متن إحدى الطائرات الليبية خلال موسم حج عام 1404 هـ / 1984م مزودين بمختلف الأسلحة والمتفجرات بهدف ملاحقة عناصر الجبهة أثناء مناسك الحج. الأمر الذي اضطر السلطات السعودية بعد اكتشافها لأمرهم إلى إلقاء القبض عليهم ومنعهم من دخول الأراضي السعودية ، وإرجاعهم إلى القذافي بعد التحقيق معهم وتوثيق ذلك التحقيق.
    كابتن هيرو
    كابتن هيرو
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    المشاركات : 18
    نقاط النشاط : 5820

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف كابتن هيرو الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:22 am

    وفي شهر أبريل من عام 1985 قام عملاء القذافي بإغتيال الشهيد جبريل عبدالرازق الدينالي عضو الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا في مدينة بون بألمانيا.

    وفي شهر سبتمبر 1985 ظل عملاء القذافي في العاصمة الاسبانية " مدريد" يترصّدون وعلى مدى عدة أيام أحد قادة الجبهة بهدف اغتياله[4] ، الأمر الذي أدّى إلى كشف عدد كبير منهم وطردهم من أسبانيا.

    وفي مطلع عام 1985 حاول مرتزقة القذافي اغتيال عدد من رجال الجبهة الذي كانو مجتمعين في إحدى المزارع على مشارف مدينة الاسكندرية ، وقد أدّى إلقاء القبض على هؤلاء المرتزقة من قبل أجهزة الأمن المصرية إلى المزيد من تردّي العلاقات بين النظامين المصري والليبي في تلك الفترة وبخاصة أن هذه المحاولة جاءت في أعقاب محاولة النظام الليبي إغتيال الأستاذ عبدالحميد البكوش ( رئيس وزراء ليبيـا الأسبق وأحد قادة المعارضة) في القاهرة .

    وفي السادس والعشرين من شهر يونية 1987 قام عملاء القذافي في روما بإغتيال الشهيد يوسف صالح خربيش عضو الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا ورئيس مكتبها السابق في مصر.

    كذلك فقد أدّي وجود الجبهة في الساحة التشادية منذ منتصف عام 1986 ونجاحها في الإعلان عن تأسيس الجيش الوطني الليبي في شهر يونية من عام 1988 إلى أن يقوم القذافي بجهود محمومة من أجل مصالحة عدوه اللدود الرئيس التشادي السابق حسين هبري وإلى توقيع اتفاقية معه في أواخر شهر أغسطس 1989 وإلى أن يسعى لتدبير عملية تفجير الطائرة الفرنسية UTA فوق سماء النيجر يوم 19/09/1989 معتقداً أنها كانت تُقلّ أحد قادة الجبهة[5] .

    ولا نشك في أنه يوجد في الملفّات السرّية لمختلف الأجهزة الأمنية العربية ، والأفريقية والدولية ما يدلّ على قيام القذافي وعملاؤه بالتخطيط لعدد من الحماقات والمحاولات الإجرامية في سبيل تحقيق هدفه بالقضاء على الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيــا ورجالها . كذلك فمن المؤكد والمعروف أن القذافي قام بتقديم عدد من العروض والإغراءات " المالية والسياسية والأمنية " لكل من المغرب والسودان وتشاد والعراق ومصر من أجل وقف نشاطات الجبهة وتسليمه عدداً من رجالها وقادتها.

    مساهمات على طريق النضال الوطني ...

    إن من حقنا جميعاً أن نفخر وأن نعتز بما قدمته الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا في حقل النضال الوطني . إن من حقنا ذلك رغم ما قد يردّده البعض من أن الجبهة لم تنجح حتى الأن في الإطاحة بحكم القذافي.

    إن الألم يعتصر قلوبنا دون أدنى شك بسبب بقاء القذافي طوال هذه السنوات جاثما على أنفاس شعبنا ، بسبب عدم تمكننا في الجبهة أو تمكّن غيرنا من أبناء شعبنا من خارج الجبهة من الإطاحة بالقذافي وإنهاء نظام حكمه وإنقاذ بلادنا منه..
    غير أنه من واجبنا أن نذكّر من يرددون مثل هذه الأقوال أن الجبهة لم تعلن في يوم من الايام أنها مرشّحة لمهمّمة تخليص شعبنا من القذافي دون سواها .. أو أنها أعلنت بلغة " شركات المقاولات " تعهدّها بتنفيذ هذه المهمة .. وكل الذي عاهدت الجبهة عليه الله وشعبنا هو بذل غاية جهدها من أجل تحقيق هذه الغاية .. وفيما ظلّت الجبهة وما تزال تؤمّل أن ينيلها الله هذه المفخرة ، مفخرة تخليص شعبنا من القذافي وإنقاذ بلادنا من حكمه .. إلا أنها لم تستكثر في أي يوم من الأيام أن يقوم بهذه المهمة التاريخية الجليلة غيرها من أبناء شعبنا وتنظيماته .. بل لم تتردد الجبهة منذ اللحظات الأولى وعلى امتداد مسيرتها في توجيه النداء تلو النداء لكافة فئات شعبنا ولكل أجيال ليبيـا ومناطقها بالتحرك نحو إنجاز هذه الغاية وتحقيق هذا الهدف .

    هناك عهد آخر قطعته الجبهة على نفسها ، وتواصى به أبناؤها وأعضاؤها ، سواء منهم من غادر هذه الحياة الدنيا شهيد جهاد أو شهيد هجرة ، ومن بقى منهم على قيد الحياة انتظاراَ لإحدي الحسنيين.. ونعني بذلك العهد.. الصبر والمصابرة والمضي على طريق المرابطة والجهاد والنضال ، وموصلة طريق الكفاح مهما عظمت التضحيات، وعصفت رياح المحن والفتن ، وتكاثر التأمر والخذلان وأشتد إبتلاء الله لنا بالنقص في الأموال والأنفس والثمرات.

    وفي ظل هذا المفهوم وفي إطار هذا العهد فإنه من حق أبناء الجبهة أن يفاخروا بما قدّموه لشعبهم ولوطنهم وقضيتهم .. ولمن يبحث عن التفاصيل من حقّنا أن نقول ..

    o لقد أسهمت الجبهة في مجال النضال المباشر ضد القذافي وعلى طريق إذكاء النضال الوطني بسهم وافر سواء في مجال تعرية ممارسات النظام وإرباكه سياسياً وإعلامياً وأمنياً بل وفي خوض الكفاح المسلح ضده تحدياً له وأملاً في الإطاحة به ..

    o كما تصدّت الجبهة بكل وعي وإصرار وتحد لمناورات القذافي وعملائه وتأمرهم على حركة المعارضة الوطنية في الخارج، معلنة رفضها لأي لقاء معه ومع مبعوثيه ووساطائه ، ومردّدة في حسم وعزم إصرارها على هدفي الإصاحة بالنظام وإقامة البديل الوطني الدستوري الديمقراطي الذي يعنى العودة بالبلاد إلى كنف الشرعية الدستورية المستندة إلى الاختيار الحر لكل الشعب الليبي.

    o كذلك فقد تمكّنت الجبهة من حشد طاقات ليبية كثيرة بشرية ومادية ، في داخل ليبيـا وفي خارجها من أجل معركة الإطاحة ، كانت بعيدة عنها . كما سعت إلى الاستفادة من موقف عدد من القوي الإقليمية وغيرها المعنية بقضية بلادنا .

    o كذلك فإنًنا على يقين بأن التجربة التنظيمية النضالية للجبهة على ما شابها من أخطاء وأوجه قصور ، وفي ضو ما أتّسمت به من جلد واستمراريّة ، وروح جماعية ، وممارسة ديمقراطية ، تعتبر ظاهرة جديدة ومتميزة في حركة الليبيين وتعاملهم مع القضايا العامة في هذه العقود المتأخرة .

    o كما يعتبر المشروع الحضاري الذي جرى تبنّيه من قبل المجلس الوطني للجبهة في دور انعقاده الثالث ( أبريل 1992 ) خطوة كبيرة ومتقدمة على طريق إنضاج مختلفف الرؤى الايديولوجية والدستورية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية لمرحلة ما بعد سقوط القذافي .
    إن هذه المساهمات هي إنجازات حقيقية لا ينبغي لنا أن نفرط فيها بحجة الدعوة إلى التواضع ( الذي لا نجادل في ضرورة تحلّينا جميعاً به ) أو بسبب الانشغال بالنقد الذاتي لأنفسنا ( والذي ينبغي ألا نكف عن ممارسته ) ذلك أ، التفريط في هذه الانجازات لن يكون له إلا نتيجة واحدة وهي غمط جبهتنا حقها ورصيها النضالي ودورها التاريخي.

    ظواهر لا مفرّ منها ...

    كأي تنظيم آخر في هذا العالم ، بل وكأي تجمّع إنساني آخر منذ خلق الله هذا الكون ، شهدت الجبهة وللأسف، وعانت الكثير من ظاهرة الخلافات والاختلافات ، وظاهرة النزاعات والصراعات .. كما عرفت وعانت من ظاهرة الانشقاقات والانقسامات.. وإذا كنّا نأسف لهذه الظوهر فإنه قد يهوّن علينا أمرها ، فضلاً عن كونها ظواهر – كما سبق أن أشرنا – لم يسلم منها تنظيم من التنظيمات مهما كانت هويّته وأسس اللقاء بين أعضائه ، أن الجبهة أثبتت وبفضل الله ورعايته ، أنها قادرة من خلال مؤسساتها وأطرها التنظيمية على معالجة هذه الظواهر وتجاوزها.

    وإذا كنا نترك أمر هذه الظواهر للتاريخ ليقول ذات يوم كلمة الفصل فيها ( إذا بقى لها ولأصحابها من شأن يذكر في المستقبل ) فإننا نوّد أن نؤكد أن الذي يزعجنا بالنسبة لمثل هذه الظواهر هو النتائج السلبية التى عادة ما تؤدي إليها من محاولة تشويه للجبهة وللمعارضة عموماً وتهميش لدورها ومن تمكين عدوًها من النّيل منها والانتصار عليها ، ومن احتمال فجيعة أبناء شعبنا وخيبة أملهم فيها لا قدّر الله.

    أما عن الأخطاء و أوجه القصور في أداء الجبهة فكما يعلم أعضاء الجبهة فهي كثيرة وعديدة وعلى كافة المستويات . ولم يخل اجتماع من اجتماعات الجبهة أو مجلس من مجالسها من الخوض فيها والبحث عن سبل تجنّبها ، وفيما نحسب ، فإنه يوجد بيننا الإجماع على أنه ليس بمقدور تنظيم مثل تنظيم الجبهة ، أخذاً في الإعتبار المهمة التى يضطلع بها ، ونوع العدو الذي يواجهه، وطبيعة الساحة التى يتحرك عليها ، والمتغيرات التى يفاجأ بها ، وحجم الامكانيات المحدودة التى يملكها ، ليس بمقدوره أن يتجنّب الوقوع في مثل هذه الأخطاء، كما يوجد الإجماع بيننا على أنه لا يوجد في الجبهة من يمارس هذه الأخطاء عن عمد ، كما يوجد بيننا الاستعداد لمحاسبة من يرتكب هذه الاخطاء ولتصحيحها . في الوقت الذي لا يوجد فيه داخل الجبهة من يكبر على المساءلة والمحاسبة .

    وستظل مؤسسات الجبهة المتمثلة في لجنتها التنفيذية ومجالس المناطق والمكتب الدائم والمجلس الوطني قلاعاً حصينة تحمي بإذن الله تنظيم الجبهة وشاهداً حياً على رسوخ التجربة التنظيمية والحركية لها بأبعادها النضالية والديمقراطية.

    تكامل وتضامن النضال الوطني ...

    لقد أعلنت الجبهة منذ انطلاقتها في اكتوبر من عام 1981 إيمانها بمبدأ " تكامل وتضامن العمل والنضال الوطني " وهو المبدأ الذي يدعو إلى اعتبار أن كافة الجهود والمواقف التى عبّر بها كافّة أبناء الشعب الليبي من مدنيين وعسكريين بشكل فردي وجماعي ، عن رفضم لحكم القذافي ، وعن سعيهم لوضع نهاية له ، وعلى ما بين هذه الجهود والمواقف من اختلاف وغياب التوافق الزمني والتنظيمي ، تشكّل تياراً واحداً من العمل والجهاد والوطني المتدافع والمتكامل والمتساند الذي ينطلق من معطيات واقعنا العقيدي والفكري والثقافي والسياسي والإجتماعي الليبي، ويهدف إلى تحقيق طموحات وأماني وتطلعات شعبنا في هذه المرحلة والمتمثّلة في التخلص من حكم القذافي وفي السغى لإقامة نظام حكم وطني دستوري ديمقراطي بديل له.

    ومن إيمانها بهذا المبدأ عبّرت الجبهة عن رأيها بأنه لا وصاية لأحد ،فرد أو تنظيم ، على النضال والكفاح الوطني .. فهو ملك لجيمع الليبيين ولا يتفاوتون فيه إلا بقدر استعداد كل منهم للبذل والتضحية والعطاء .. وفي ظل هذا الإيمان أعتبرت الجبهة نفسها .. كما نظرت إلى غيرها ممن سبقها من التنظيمات أو عاصرها أو يمكن أن يلحق بها، على أنها حلقة من حلقات هذا النضال ورافد من روافده وامتداد من امتداداته .. وانطلاقاً من هذا الفهم عبّرت الجبهة منذ بياناتها الأولى أنها تعتبر نفسها ..
    ♦ صيغة من صيغ العمل الوطني الليبي وليست الصيغة الوحيدة .
    ♦ وراية من رايات نضال شعبنا وليست الراية الوحيدة .
    ♦ فيلقاً من فيالق جهاد شعبنا وليست الفيلق الوحيد.
    وفي ظل هذا الفهم ، وانطلاقاً منه نظرت الجبهة إلى الاختلاف في الاختيارات والأساليب بين مختلف التنظيمات والفصائل والعناصر الوطنية المعارضة على أنه ظاهرة طبيعية بل وصحيّة وجديرة بالاحترام ، وأعتبرت نفسها وجميع هذه الرموز الوطنية في خندق واحد وفي مواجهة عدو واحد ، كما حرصت على التنسيق والتعاون معها كلما قامت موجبات هذا التعاون وشروطه الموضوعية والعملية .

    ومن هذا المفهوم وبهذا الإيمان نظرت الجبهة إلى كافة الجهود والمواقف والمحاولات النضالية التى سبقتها .. كما نظرت إلى التنظيمات والأحداث التى عاصرتها وتزامنت مع انطلاقتها ومسيرتها.. ومن هذا الإيمان بهذا الفهم كان تخاطبها في بياناتها وإصداراتها وعبر برنامج إذاعتها مع مختلف القوى الوطنية في الداخل والخارج.. ومن وحي هذا الفهم ..
    o قامت الجبهة بمبادرتها الشهيرة في مايو 1989 عندما كانت قواتها المتمثلة في الجيش الوطني الليبي مرابطة في تشاد وقد قارب استعدادها من الإكتمال .. وعبّرت من خلالها عن الاستعداد للتعاون حتى مع من بقى من أعضاء مجلس الانقلاب شريطة تحركهم لوضع نهاية لحكم القذافي.

    o وقامت بالمشاركة في اللقاءات التى جرت في إحدى العواصم العربية في شهر اكتوبر من عام 1993 من أجل الدّعوة إلى مؤتمر عام لكافة القوى الوطنية المعارضة للقذافي ، وهي اللقاءات التى تقدّمت خلالها الجبهة بوثيقة " ثوابت ومبادئ النضال الوطني "
    ومن وحي هذا الفهم وانطلاقاً منه كان إنفعال الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا وتعامملها مع كافة المواقف والمحاولات الفردية والجماعية التى وقعت داخل ليبيـا وخارجها في اتجاه تحدّ النظام ومقارعته والسعي للإطاحة به ، دون تردد ودون تحفّظ .. ومن هذا المنطلق ذاته كان ترحيب الجبهة وإكبارها للعمليات الجهادية التى شهدتها البلاد منذ نهاية الربع الأول من العام 1995 .

    وبصرف النظر كيف فهم البعض موقف الجبهة من هذه الاحداث منذ الأسابيع الأولى لوقوعها، فإن الجبهة توّد أن تنتهز هذه المناسبة لتعيد التأكيد على بعض الجوانب المتعلّقة بنظرتها إلى هذه الأحداث والعمليات بصرف النظر عن الجهات والقوى التى تعلن مسؤوليتها عنها.
    كابتن هيرو
    كابتن هيرو
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    المشاركات : 18
    نقاط النشاط : 5820

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف كابتن هيرو الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:22 am

    إن الجبهة كانت وما تزال وستظل ترحب بأيّ جهد أو عمل نضالي يصدر عن أي فرد ليبي أو جهة ليبية ، طالما كان ذلك الجهد في اتجاه عدو شعبنا ووطننا وأمتنا القذافي بهدف الإجهاز عليه والإطاحة بنظامه بإعتبار أن تحقيق ذلك الهدف هو مدخل طبيعي وضروري للتفكير من أجل ليبيـا المستقبل.
    أن الوطن ملك لجيمع ابنائه وأن النضال من أجله هو حق لهم جميعا، كما أن تقرير مستقبله هو بيد الله، وأمانة في أعناقهم جميعاً.. ومن ثمّ فليس من حق أي شخص ليبي أو جماعة ليبية أن تصادر حق بقية الليبيين على اختلاف توجّهاتهم ومشاربهم في المساهمة في نضال الشعب الليبي خلال هذه الحقبة.
    لا يحق لأي فرد أو جماعة أيّاً من كان أو كانت ومهما بلغت درجة تضحياتها وزخم نضالها أن تستأثر دون بقية الليبيين بالقرارا بشأن مستقبل بلادهم. وبعبارة أخرى فلا يحق لأي تنظيم مهما بلغ حجمه أو درجة تضحياته وأهمية نضاله ، وهي كلها مسائل نسبية ، أن يتطاول على جهود الاخرين وتضحياتهم سواء ممن سبقوه أو عاصروه أو لحقوه، أو أن يلغيها أو أن يلغي حق بقية الليبيين في أن يكون لهم رأيهم بشأن مستقبل بلادهم .
    ومن منطلق الأخوّة النضالية وروح التضامن والتكامل بين المناضلين ومن الحرص على المصلحة العليا لليبيـا وللنضال الوطني ، فقد رحّبت الجبهة في الماضي – وما تزال – بأي نصيحة أو رأي يأتيها من أي مصدر وطني ليبي في الداخل أو الخارج ، كما لم تتردد الجبهة في الماضي ولن تتردد في المستقبل في الاعراب بكل أمانة وصدق ومسؤولية عن وجهات نظرها في القضايا المتعلقة بمجريات النضال الوطني في هذه الحقبة ، فالنصيحة والتواصي بالحق هي واجب يقع على كاهل كافة المناضلين ، وإن التقصير في القيام بهذا الواجب هو تقصير في حق الوطن وفي حق النضال الوطني .

    ومن هذا المنطلق ، وفي ظل هذه المفاهيم فإننا نود أن نعيد التأكيد على:
    1) إن الجبهة سوف تظل ترحّب بأي جهد نضالي يصدر عن أي جهة ليبية في إتجاه إنهاء حكم القذافي .. كما ستنظر اليه بكل إعتزاز وأفتخار كرافد من روافد تيار الجهاد والنضال الوطني الليبي الذي أتخذ في هذه الحقبة من تاريخ بلادنا الاطاحة بهذا الحكم كهدف من أهدافه الأساسية .

    2) إن الجبهة سوف تظل تذكّر نفسها وتذكّر غيرها من قوى النضال والجهاد الوطني تجنّب كل ما من شأنه أن يشوّه هوية هذا النضال وأهدافه في نظر جماهير شعبنا أو بقية هوية هذا النضال وأهدافه في نظر جماهير شعبنا أو بقية القوى الإقليمية والدولية ، الأمر الذي لن يخدم أحداً إلا القذافي ، كما سيؤدي إلى إقامة المزيد من العراقيل في طريق هذا النضال.

    3) إن الجبهة ستتجنّب في المستقبل كما فعلت في الماضي أي تعبير من شأنه أن ينمّ عن أي صورة من صور التطاول من جانبها على نضال بقية الفصائل والشخصيات أو تسفيهه أو محاولة إلغائه .. كما ستظل ترفض في ذات الوقت أي توجّه لدي أي فئة أو جماعة من المنتمين لحركة المعارضة الليبية يجعله، تحت أيّ مبرر من المبرّرات، يتصوّر أن من حقه التطاول على نضالات غيره أو تسفيهها أو الحطّ منها.

    4) إن الجبهة سوف تظل تختلف مع أي توجّه يدعو إلى فرض أي لون أو توجّه عقيدي أو أيديولوجي أو إجتماعي أو سياسي خاص به على الليبيين في مرحلة ما بعد سقوط القذافي ، ذلك أن الجبهة تؤمن بضرورة أن تستند كافة الاختيارات المتعلقة بمستقبل حياة الليبيين – بمشيئة الله – لإرادتهم واختيارهم الحر دون قهر أو تسلط من أحد.
    وإن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا لتأمل بكل إخلاص وصدق أن يكون ماثلاً أمام المناضلين الليبيين في هذه المرحلة كافّة الدروس والعبر المستفادة من الأحداث والتطورات الجارية على امتداد الساحة العربية والعالم الاسلامي وعلى الخصوص على حدود ليبيا الغربية والشرقية.

    النظام يرتكب المزيد من الجرائم ...

    عندما قامت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا في مثل هذا الشهر من عام 1981 كان القذافي قد اقترف من الحماقات والتجاوزات وارتكب من الانتهاكات والجرائم في حق بلادنا وفي حق شعبها ، وفي حق مقدّساتها ، وفي حق إمكانياتها وثرواتها ، وفي حق سمعتها وعلاقاتها ، وفي حق مستقبل أجيالها ، ما أعتبره كل ليبي حر ، وأعتبره مؤسسو الجبهة مبرراً كافياً للخروج عليه ، ولإعلان الكفاح المسلح ضد نظام حكمه ، ولدعوة كافة اللليبيين للعمل من أجل الإطاحة به .

    فماذا حدث منذ ذلك التاريخ فيما يتعلق بتوجّهات القذافي وممارساته ..؟ هل تغيير القذافي ؟ هل أصلح من مسيرته ؟ هل كفّ عن نممارساته الظالمة وتوقف عن جرائمه بحق ليبيـا وشعبها..؟

    إن الإجابة على هذه التساؤلات كلها – في نظرنا – بسيطة وواضحة .. إنها بالنفي ..

    وإن أيّ استعراض موضوعي لمسيرة القذافي خلال هذه السنوات ( منذ عام 1981 ) لا يمكننا أن نخرج منه إلا بهذه النتيجة ..

    لقد إزداد القذافي استبداداً وتفرداً بالسلطة .. كما إزداد طغياناً وطاغوتية .. وإزداد عبثاً واستهتاراً .. كما إزداد مجوناً وفجوراً .. كما إزداد استهتار القذافي وسفهه وتبذيره لثروات ليبيـا وإمكانياتها .. كما إزدادت حياة كافة الليبيين وفي جميع أنحاء ليبيـا ومناطقها ، تحت حكمه تعاسة وبؤساً ، وشقاءً وقهراً ، وخوفاً وإرهاباً، كما إزدادت تردّيا وتدهوراً .. كما إزداد وجه ليبيـا في ظل حكمه تلطيخاً وتشويهاً ... وسمعتها عاراً وشناراً .

    بل يمكننا القول أنه حتى عام 1981...
    كان هناك في ليبيا مايشبه الدولة...كما كانت هناك بقية مؤسسات وأجهزة حكومية، وكان هناك ما يعرف بالميزانية العامة والحساب الختامي للدولة.

    وكانت هناك بقية من أجهزة رقابية...كما كان هناك، على الرغم من إنتشار الفساد المالي بشكل بشع، من يعرف أين ذهبت أموال الشعب الليبي وعائدات بتروله...كما كانت قيمة الدينار الليبي تعادل ثلاثة دولارات أمريكية.

    وكان هناك بقية من مؤسسات علمية جامعية ودونها، كما كانت هناك بقية من خدمات صحية واجتماعية تقدّمها بعض المرافق الأخرى.

    كما كان هناك بقية من جيش ليبيا يمكن لها أن تعتمد عليه في الملمّات وفي حماية حدودها.
    أما منذ ذلك التاريخ (1981) وحتى الآن فيمكننا القول...
    إنه لم تعد هناك في ليبيا دولة...وغدت تحكمها عصابة...بل عدّة عصابات...ولم تعد تعرف شيئاً اسمه "ميزانية" أو "حساب ختامي"...ولم يعد هناك من يعرف أين تذهب عائدات ليبيا البترولية ، ,اصبح موظفو الدولة لا يقبضون مرتّباتهم (التي يفترض أن تكون شهرية) إلا بعد كل ستة أو سبعة أشهر...كما أصبح الدولار الأمريكي يساوي أكثر من ثلاث دينارات ليبية.

    كما جرى العبث بالتقسيمات الإدراية للبلاد، تسمية وعدداً، فجرى تفتيتها إلى أن أصبحت قرابة ثلاثة آلاف "كومونة !؟" أو جماهرية صغيرة لكلٍ مجلس وزرائها ووزير خارجيتها...ثم جرى تقليص ذلك العدد إلى قرابة ثلثمائة كومونة فقط؟...والأهمّ من ذلك كلّه أن "الدولة" كلها قد اختزلت في شخص وأمن القذافي (صاحب نظرية عصر الجماهير) الذي مازال يصرّ على أنه ليس بحاكم ولا ملك ولا أمير ولكنه لا يتردد في إعداد أبنائه لتولي أمر الليبيين من بعده تحسّباً لمصيبة الموت.

    وأضاف القذافي لعبثه بالثروة البترولية عبثاً جديداً طال الثروة المائية للبلاد تحت ما عرف باسم "مشروع النهر الصناعي" الذي تُجمع كافّة التقارير على أنّه بات يكشف عن حالة نادرة من التخبّط الإقتصادي والسفه المالي عزّ نظيرها.

    كما تحول ما كان يوصف "بالقلاع الصناعية" إلى خرائب وأشباح وغدت البنية التحتيّة (الأساسية) للاقتصاد الليبي في تآكل وانهيار سريعين ومتواصلين، وأصبح التعليم وسائر الخدمات الصحية والإجتماعية الأخرى خبراً بعد عين.

    ولم يبقى من الجيش الليبي بعد تمريغ سمعته وشرفه العسكري في مستنقعات أوغندة وصحاري تشاد وتسريح الآلاف من ضباطه وجنوده وإعتقال وإعدام العشرات منهم، إلا بعض الكتائب التي تعرف بكتائب الأمن وتكاد تكون قاصرة على أبناء عمومة القذافي، كما تنحصر مهمتها في المشاركة في حماية القذافي وأبنائه.

    كما أصبح شهداء الوطن وضحايا حكم القذافي يعدّون بالمئات...أما الذين جرى إعتقالهم سياسياً لفترة أو أخرى فقد جاوز عشرات الآلاف.
    لقد تحدّثت عن هذه الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والأمنية السيئة لليبيا وللشعب الليبي تحت حكم القذافي عدة تقارير ودراسات صادرة عن جهات إقليمية ودولية متخصصة ومحايدة عديدة مثل مركزدراسات الوحدة العربية ووحدة الدراسات التابعة لمجلة (الايكونومست البريطانية) وصندوق النقد الدولي، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط، وبرنامج هيئة الأمم المتحدة الإنمائي (للتنمية البشرية) وصندوق النقد العربي، ومنظمات حقوق الإنسان العربية والدولية...كما أضطر القذافي للإعتراف ببعض هذه الأوضاع في عدد من خطبه وتصريحاته...وقد لخّص أحد العلماء الإختصاصيين في علم الإقتصاد أثناء ندوة علمية جرت مؤخراً عن الأحوال الإقتصادية في العالم العربي، حالة ليبيا في قبضة حكم القذافي، بأنها فريدة ومتميّزة حيث أنها غدت البلد الوحيد في العالم الذي يمكن وصفه بأنه يسعى إلى التخلّف.

    جرائم جماعية جدبدة...

    تجدر الإشارة في هذا المضمار إلى توجّه جديد ظهر على سلوك القذافي الإجرامي منذ أواخر عام 1991 وفي ظل ما عرف بـ"أزمة لوكربي" ونعني به إقدامه على إقتراف عدد من جرائم القتل الجماعية فيما يشبه الطقوس المعروفة عن السَّحرة وعَبَدة الشيطان.

    o ففي أواخر شهر يونية من عام 1992م قام عملاء القذافي وبناءً على أوامره، بإحداث تفجير ضخم في مخازن الذّخيرة الواقعة على طريق السواني بالقرب من مدينة طرابلس وقد ذهب ضحية هذا الحادث قرابة تسعين قتيلاً من بينهم عدد من الباحثين الجامعيين الليبيين الذين كانوا قد أنتدبوا للعمل في مجال الأسلحة الكيماوية في ذلك الموقع فضلاً عن عدد كبير من الجرحي.


    o وفي الثاني والعشرين من ديسمبر من نفس العام (1992) قام عملاء القذافي وبناء على أوامره بتفجير طائرة الركاب الليبية المدنية (الرحلة 1103) التي كانت في طريقها صباح ذلك اليوم في رحلة داخلية من بنغازي إلى طرابلس، وقد ذهب ضحيّة الحادث جميع ركاب الطائرة المنكوبة البالغين (157) شخصا من بينهم عدد من الأطفال ونحو (40) أجنبياً.


    o وفي الخامس من يولية من هذا العام (1996) قامت قوات القذافي وبناءً على أوامره بضرب مبنى سجن "بو سليم" (الواقع على مشارف مدينة طرابلس) بالصواريخ والدبابات والمدفعية الأمر الذي أدى إلى مصرع عدد كبير من المعتقلين والمحتجزين داخل السجن (ترواح تقدير عدد القتلى ما بين المائتين وسبعمائة شهيد) وقد تردّد أن القذافي أمر بإلقاء جثث الشهداء في البحر[6].


    o وبعد أيام قليلة من جريمة سجن أبي سليم وفي التاسع من ذات الشهر قام حرّاس إبني القذافي سيف والساعدي بإطلاق الرصاص (الخارق الحارق) على جمهور المتفرجين في إحدى مباريات كرة القدم بالمدينة الرياضية بطرابلس الأمر الذي أدى إلى مصرع ما لا يقل عن خمسين مواطناً فضلاً عن أعداد كبيرة من الجرحي.
    ومما هو جدير بالملاحظة أن النظام لم يعد يكترث حتى بتشكيل "لجان للتحقيق" في ثلاثة من هذه الحوادث المروّعة، وفي الحالة التي تظاهر فيها بأنه قام يتشكيل لجنة تحقيق، لوجود إعتبارات دولية بشأنه (حادث الطائرة المدنية / ديسمبر 1992)، فإنه لم يصدر عن اللّجنة المزعومة أيّ تقرير عن أسباب الحادث...وفي أغلب هذه الحالات اكتفى النظام باشارات كاذبة ومغلوطة عنها جاءت في ثنايا خطب القذافي أو البيانات الصادرة عن أحد أجهزته.

    كما تجدر الإشارة إلى أن النظام قام في أعقاب إنتفاضة أكتوبر العسكرية عام 1993م ومنذ بداية شهر يونية 1995م، بحجّة ملاحقة المتهمين في انتفاضة اكتوبر، ومطاردة الشباب الإسلامي المشاركة في العمليات التي شهدتها المنطقة الشرقية من ليبيا، بإقامة المتاريس والبوابات في الشوارع ومداهمة المنازل والإعتداء على حرمة بيوت الله، ومنع السفر إلى الخارج بدون أوراق أمنية خاصة، وإعتقال الآلاف من الرجال والنساء، وقتل عشرات الشباب والتنكيل بهم، ومحاصرة مندن بني وليد واجدابيا ودرنة وقطع المياه والتيار الكهربائي عنها، وحرمانها من البقية الباقية من الخدمات.

    المزيد من الاستخفاف بالليبيين

    فيما ظل القذافي سادراً في هذا الغيّ وفي إقتراف هذه الجرائم البشعة بحق وطننا وشعبنا وعقيدتنا نجده على الطرف الآخر يواصل إستخفافه بعقول الليبيين...فما يزال يصّر على ترديد أنه ليس بحاكم ولا ملك ولا رئيس ولا أمير...وما يزال يتوقع من الليبيين تصديق أنه فقير معدم ولا يعرف حتى شكل الدولار...وأنه أضطر لأن يستلف من أحد زملائه ثمن أضحية العيد، وأن ابنته اضطرت إلى بيع بعض الطيّور التى كانت تربّيها من أجل تقديم وليمة لضيوف قدموا فجأة لزيارة عائلتها...وتصديق أن ابنه الساعدي أضطر للانفاق من الميراث الذي تركه له جدّه "أبومنيار" في استضافة الفريق الرياضي الإيطالي الذي زار طرابلس بدعوة من هذا الابن...؟!

    كما نجد القذافي يواصل التعبير عن إحتقاره لليبيين...فهم في نظره إما (كلاب ضالة) كما ردّد في عدد من خطبه بشأن معارضيه في الخارج...وإما (كلاب مسعورة) يكره أنفاسها التي تلاحقه بالطلبات وتتآمر عليه عندما أشار إلى الليبيين عموما في ثنايا القصة المنسوبة إليه والتي تحمل عنوان "الفرار إلى جهنّم"...كما عبّر في أكثر من مناسبة أن الليبيين شعب متخلّف وليسوا في مستوى الأفكار (العظيمة) التي جاء بها كتيّبه الأخضر.

    وفضلاً عن ذلك لم يتوان القذافي عن تقديم الملهاة تلو الملهاة لشغل الليبيين، وكسب المزيد من الوقت لنظام حكمه الشاذ.
    ففي مارس 1988 قدّم القذافي الملهاة التي عرفت بين الليبيين "بأصبح الصبح" حيث غدا في ظلها - في نظر نفسه - جديراً بلقب محرر الشعوب، كما أصبح يقدم في ذكراها السنوية جائزة باسمه لمن يخدمون قضية حقوق الإنسان(!؟)

    ومنذ عام 1992 دعى القذافي الليبيين للهجرة خارج بلادهم إلى الدول المجاورة لهم...كما وعدهم بتوزيع عائدات البترول بينهم نقداً...كما قدم لهم ملهاة الكومونات فالفعاليات الشعبية والخبراء فالقيادات الاجتماعية...

    وها هو الشعب الليبي يعيش ملهاة جديدة باسم "التطهير"...بقيادة ابنه الساعدي المرشّح لخلافته...ولا يخفى أن القذافي أراد من هذه الملهاة أن تشغل الليبيين...,ان تلهيهم عن عملية "التطهير الكبرى" والتي تعني تخليص ليبيا منه ومن حكمه البغيض.
    وللأسف الشديد فإنه فيما ظل سادراً في هذا الطغيان وفي الاستخفاف بالليبيين وت****هم وشغلهم ببعضهم البعض، كان عملاؤه يواصلون محاولة تزيين صورة النظام وتجميلها وانتحال الأعذار والمبررات لممارسات القذافي وترديد "المخاوف" حول البديل المحتمل، وتقديم التطمينات والوعود المعسولة لبعض عناصر المعارضة الوطنية في الخارج...وللأسف الشديد مرة أخرى فقد ذهب عدد من هؤلاء المعارضين ضحية سهلة لهذه اللعبة ودفعت المعارضة بأكملها ثمناً فادحاً من أمنها وفاعليتها وسمعتها...

    ووفقاً لما يتّضح من حديث القذافي في الذكرى السابعة والعشرين لانقلابه المشئوم فإنه فرغ من كافة معاركه الأخرى على الأصعدة العالمية والقومية والمحلية ولم يبق له سوى معركة مصيرية وحيدة هي مع الموزع الفرد في ليبيا (أي مع دكاكين البقالة) وأعلن مجدداً وللمرّة...أن انقلابه قد بدأ لتّوه من أجلها.

    "مجذوب" السياسة العربية...

    كابتن هيرو
    كابتن هيرو
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    المشاركات : 18
    نقاط النشاط : 5820

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف كابتن هيرو الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:24 am

    أما على صعيد علاقات النظام العربية والخارجية فمن الواضح أن انهيار الإتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية برمّتها أفقد القذافي القدرة على الإستمرار في سياساته السابقة القائمة على المزايدات بالنسبة للقضايا العربية وتبنّي الإرهاب الدولي وتصدير "الثورة"، ثم جاءت بعد ذلك العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على النظام منذ أبريل 1992 بسبب حادثي الطائرتين الأمريكية PAN AM (23 / 12 / 198انقاذ ليبيا Icon_cool والفرنسية UTA (19 / 9 / 1989) لتفرض عليه عزلة سياسية ظلّ أسيراً لها، وما يزال يحاول الفكاك منها دون جدوى...حيث لم تفلح عروضه بتقديم التعويضات السخيّة لأسر الضحايا، وعروضه بإبرام العقود الاقتصادية والتجارية ببلايين الدولارات مع الدول المعنية، كما لم تحقق رحلة "حجيجه" الشهيرة إلى القدس في شهر يونية من عام 1993م النتائج التي كان يؤملها في هذا الصدد. ومن الواضح أن التطورات إلى التخلّى عن سياسة المزايدات التي ظلّ يمارسها ويعيش عليها ردحاً من الزمن لم يعد بمقدوره استعمالها إلا بحق بعض الدول التي يعتقد أنها مهيضة الجناح كما حدث مع موريتانيا والسلطة الفلسطينية خلال عام 1995م.

    ويبدو جلياً أن القذافي رضى مؤخراً بأن يكون "مجذوب" أو "أراجوز" السياسة العربية بعد أن ظلّ يعيش لأياً من الزمن في وهم أنه أمين القومية العربية وصقرها الوحيد...مكتفياً الآن بإبرام الإتفاقيات الأمنية، وصفقات تبادل الخصوم السياسيين مع عدد من النظم العربية، (كما حدث مع المناضلين جاب الله حامد مطر وعزّات يوسف المقريف وغيرهم).

    ماذا تعني هذه الممارسات...

    ماذا يعني كل ذلك...ماذا تعني هذه الصفحات السوداء المخزية من سجل ممارسات القذافي؟...إنها لاتعني في نظرنا سوى شيئاً أساسياً واحداً...وهو أن القذافي لم يتغيّر ولن يتغيّر بل إنه يزداد شرّاً وسوءاً وطغياناً وفجوراً...وأن بلادنا لن ترى على يديه سوى الدمار والخراب والهلاك.

    كما أنها تعني شيئاً أساسياً آخر مرتبط به وهو أن أسباب ثورتنا وثورة شعبنا على القذافي وسعينا لإنهاء حكمه تزداد نصاعة ورسوخاً وتجذّراً وقوة...

    كما أنها تعني شيئاً ثالثاً...هو زيف كل الوعود التي قدمها القذافي ومبعوثوه...,ان الذين يراهنون على صدق هذه الوعود إنما يرتكبون حماقة في حق أنفسهم، وجريمة في حق النضال الوطني.

    ثوابت في تقييم النظام...

    إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا لترى من واجبها في هذه المناسبة الطيبة، ذكرى مرور خمسة عشر سنة على تأسيسها، أن تعيد تذكير العالم بوجهات نظرها حول حكم القذافي والتي نلخصها في الآتي:
    (‌أ) أولاً... إن إنقلاب سبّتمبر ظلّ مسيطراً على الإوضاع في ليبيا طوال هذه السنوات بفضل الحماية والرعاية والخدمات الأمنية التي تسابقت في تقديمها له عدة أطراف عربية وغربية، كما ظلّ مسيطراً على الأوضاع في ليبيا بفضل مواقف النفاق والابتزاز والاستغلال التي مارستها كافة هذه الأطراف دون تمييز.


    (‌ب) ثانياً... إن ممارسات النظام الإنقلابي على الصعيدين الداخلي والخارجي ظلّت على إمتداد السنوات السبع والعشرين الماضية بعيدة عن أماني الشعب الليبي وتطلعاته بل ومصطدمة معها، كما ظلّت هذه الممارسات في خدمة المصالح والأطماع الأجنبية وعلى حساب الأماني الوطنية والقومية والإنسانية لليبيين. كذلك فقد فوّت هذا النظام على الشعب الليبي فرصة الدهر في استثمار عائدات النفط الليبي الهائلة استثماراً راشداً من أجل بناء إقتصاد وطني منتج وقويّ، وأضاع العائدات على مغامرات طائشة مجنونة، ومشروعات فاشلة غبيّة، وبناء أوهام كاذبة مخبولة، ومن ثمّ فقد كان هذا النظام وما يزال يشكل كارثة وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية على ليبيا وعلى شعبها وعلى الأمة العربية والإسلامية وعلى العالم أجمع.

    (‌ج) إن المسؤولية عن قيام إنقلاب سبتمبر واستمراره ليست مسؤلية ليبية، بل إن الشعب الليبي لم يكن سوى ضحية لهذا الصرّاع والتآمر والتواطؤ والابتزاز الذي مارسته الأطراف المذكورة. وفضلاً عن ذلك فقد قدم الشعب الليبي بكافّة فئاته المدنية والعسكرية، وفي كافة مناطقه ومن داخل ليبيا ومن خارجها ، كل ما كان بمقدوره تقديمه من الجهود والتضحيات من أجل التخلّص من سلطة إنقلاب سبتمبر، وإن عدم تمكّن هذه الجهود والمحاولات من بلوغ أهدافها ليس راجعاً بالضرورة إلى سلبية الليبيين وقصورهم بقدر ما يمكن إرجاعه إلى الحماية والخدمات الأمنية الخطيرة التي قدمتها هذه الأطراف لسلطة إنقلاب سبتمبر وما تزال.


    (‌د) إننا في الوقت الذي نعتبر فيه العقيد القذافي المسؤول الأول والرئيسي عن كافة الجرائم والشرور والتجاوزات والانتهاكات التي وقعت على إمتداد هذه الحقبة المذكورة من تاريخ بلادنا المعاصر، فإننا لا نستطيع أن نعفي هذه الأطراف المذكورة من هذه المسؤلية بحكم دورها في تدبير هذا الإنقلاب وفي بقائها ومحافظتها عليه...
    ويجدر بنا أن نذكّر في هذا الصدد بما يلي:

    1. أن القذاقي لم يصل إلى السلطة في ليبيا عبر نضال وطني مشروع ولكنه جاء إلى الحكم عبر إنقلاب عسكري مشبوه...


    2. إن الترحيب الشعبي الذي قوبل به إنقلاب سبتمبر عند وقوعه كان موجّهاً ضد بعض ممارسات العهد الملكي أكثر منه تأييداً لقادة ذلك الإنقلاب، وليس أدّل على ذلك من أن الترحيب بالإنقلاب من قبل الليبيين تمّ دون معرفة لهوية الإنقلابيين وأسمائهم التي ظلت غير معروفة لعدة أسابيع.


    3. إن القذافي الذي ظل حاكماً مطلقاً لليبيا طوال هذه السنوات لم يجر انتخابه من قبل الشعب الليبي بأيّ صفة من الصفات، ولم يرض يوماً بأن يطرح نفسه كمرشح لرئاسة الدولة حتى يستطيع أن يدّعي أن وجوده على رأس الحكم يستند إلى إرادة شعبية وشرعية وطنية.


    4. إن الصلاحيات التي يعطيها القذافي لنفسه في ظلّ ما أسماه "وثيقة الشرعية الثورية" التي ابتدعها (منذ عام 1990) وظلّ يفسرها على النحو الذي يحلو له، تفوق الصلاحيات التي يملكها أي ملك أو أمير أو حاكم أو رئيس، بل وأي طاغية عرفه تاريخ العالم المعاصر.
    أهداف النضال الوطني...

    إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي تأسست في السابع من اكتوبر من 1981م بهدف العمل على الإطاحة بحكم القذافي والسعي من أجل إقامة حكم وطني دستوري ديموقراطي بديل يستند إلى الإختيار الحرّ لكافة أبناء الشعب الليبي، والتي خاضت نضالاً متواصلاً من خلال جهود وتضحيات رجالها في داخل ليبيا وخارجها، لترى من واجبها في هذا المنعطف التاريخي الخطير الذي تمر به القضية الليبية والذي يصادف الذكرى الخامسة عشر لتأسيسها أن تؤكد على إستمرار إيمانها بالقناعات الأساسية التالية التي عبّرت عنها من خلال مجالسها الوطنية الأربعة، ومختلف بياناتها وإصداراتها على إمتداد مسيرتها:

    1. إن إنهاء حكم القذافي هو ضرورة ومطلب أساسي وحيوي من أجل إنقاذ ليبيا من واقعها المأساوي المتخلّف الذي تحياه، ومن أجل تقدّم واستقرار وسلامة المنطقة، وهو مطلب تجمع عليه الأغلبية الساحقة من أبناء وبنات شعبنا الليبي.


    2. إن العودة بليبيا فور إنهاء حكم القذافي إلى كنف "الشرعية الدستورية" في ظل دستور ديموقراطي يختاره الشعب الليبي عبر إستفتاء عام هي مطلب حيوي وضروري آخر يجمع عليه كافة الليبيين والليبيات.


    3. إن تخليص ليبيا من نظام القذافي ووضع نهاية له هو مهمّة ليبية بالدرجة الأولى والأخيرة، غير أنه في ذات الوقت هو مسؤولية إقليمية ودولية ليس فقط بسبب دور هذه الأطراف ومسؤوليتها عن قيام هذا الحكم وإستمرار بقائه، ولكن بحكم الجرائم والانتهاكات والاقترافات التي مارسها هذا النظام وما يزال بحق المنطقة والمجتمع الدولي.
    وتأسيساً على هذه القناعات الراسخة لدى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا فإنها ترى من واجبها في هذا الظرف الحاسم الذي يمّر به نضال الشعب الليبي ومستقبل ليبيا أن نؤكد على المبادئ والمعاني التالية:

    (‌أ) رفض الجبهة المطلق لأية دعوة يروّج لها نظام حكم القذافي أو يدعو لها فعلاً بشأن إجراء مصالحة يكون ثمنها قبول الشعب الليبي بالتنازل عن مطلبه بضرورة إنهاء نظام الحكم الإنقلابي، أو التنازل عن مطلبه بضرورة تخليّ القذافي عن كافة سلطاته الثورية والسياسية والعسكرية تخلّياً فورياً كاملاً غير مشروط وبصورة رسمية معلنة.


    (‌ب)إن الجبهة وهي تحترم حق أي مواطن ليبي في الداخل والخارج أن يتخذ ما يراه مناسباَ من مواقف إزاء ما يروج له النظام وعملاؤه من دعاوي مشبوهة للمصالحة، إلا أنها ترى من واجبها النضالي أن تنبّه إلى ما يمكن أن تنطوي عليه مواقف الإستجابة لهذه الدعاوي المشبوهة من إستخفاف بالأماني الوطنية للشعب الليبي في هذه المرحلة وغدر بها، وما يمكن أن تسفر عنه من إعطاء النظام فرصة للإستمرار وللبقاء سيكون فيها شعبنا الليبي هو الخاسر الوحيد.


    (‌ج) إن الجبهة لا تملك إلا أن تستنكر ما ترددّه بعض الدوائر الإقليمية والدولية وحتى الليبية من أن بقاء حكم القذافي هو ضروري لإستقرار المنطقة أو أن غيابه سوف يؤدّي إلى الأضرار بالوحدة الوطنية الليبية، أو قيام حرب أهلية أو إلى بديل متطرف، إن الذين يرددون مثل هذه الأراجيف فوق أنهم يتغافلون عن حقيقة ما يمثّله نظام حكم القذافي، فإنهم يصّرون على قراءة واقع وتوجّهات الشعب الليبي قراءة مغلوطة، كما أنهم يتعاملون مع قضية الشعب الليبي من منظور أناني نفعي بحت يخلو من كافة الاعتبارات الانسانية ومقتضيات الاخوة والجوار والمسؤلية.


    (‌د) وفيما تؤكد الجبهة أن "المخاوف" التى تردّدها بعض الدوائر بشأن المخاطر التي تنتظر ليبيا في حالة سقوط حكم القذافي هي من إختلاق القذافي نفسه، فإنها تؤكد يقينها بأن استمرار القذافي في حكم ليبيا هو وحده الذي يعرّضها لشتى أنواع المخاطر والمهالك الخارجية والداخلية، وأن إبعاد هذه المخاطر لايتمّ إلا بإنهاء هذا الحكم وليس بالإبقاء عليه وبالتصالح معه.


    (‌هـ) إن الجبهة تراقب بإنزعاج شديد مظاهر "صراع المصالح" التي بدأت تطل على الساحة بين عدد من التكتلات والأطراف الدولية (الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية) وبين هذه الأطراف وبين بعض الأطراف الإقليمية...وإن أشد ما تخشاه الجبهة هو أن يؤدي هذا الصراع المتكالب بين هذه الأطراف (على امتيازات وتزويدات النفط الليبي، وعلى أموال هذا النفط وعائداته، وعلى تخريد القاعدة التحتية الحالية للاقتصاد الليبي وتجديدها وعلى سوق ليبيا التجاري الظمآن) إلى إطالة حكم القذافي وإلى إستمرار مأساة ومعاناة الشعب الليبي في ظلّه.
    مطلبان متكاملان...

    لقد واصلت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا مسيرة نضالها المبارك إن شاء الله عبر أصعب الظروف وأقساها على إمتداد هذه السنوات منذ تأسيسها في اكتوبر من عام 1981م، وكانت خلالها أمينة مع وعدها الذي قطعته لشعبنا وأشهدت الله عليه، وكانت خلالها وفية لشهدائها الأبرار الذين سقطوا في سبيل الله ومن أجل تقريب يوم إنقاذ ليبيا، وإن الجبهة لترى من واجبها ومسؤليتها في هذه المناسبة (الذكرى الخامسة عشر لتأسيسها) أن تناشد كافة أبناء شعبنا الليبي في الداخل والخارج بالتكاتف والتلاحم، والتسلح بالوعي والعمل والكفاح الدؤوب من أجل تحقيق هدف شعبنا في الإطاحة بحكم القذافي وبعدم التهاون في هذا المطلب أو التفريط فيه. ويرتبط بهذا المطب مطلب آخر لا يقل ّ عنه خطورة ,اهمية ونعني به ضرورة إصرارنا جميعاً على المطالبة بكل إلحاح بالعودة بالبلاد عقب إنهاء حكم القذافي إلى كنف الشرعية الدستورية وإلى الحياة في ظل دستور يضعه ممثلو الشعب ويعرض عليهم للتصديق عليه في إستفتاء عام.
    كابتن هيرو
    كابتن هيرو
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    المشاركات : 18
    نقاط النشاط : 5820

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف كابتن هيرو الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:24 am

    وكما سبق للجبهة أن فعلت في مناسبات عديدة سابقة فإنها تدعو كافة الليبيين للتمسك بالمطالبة وبكل إصرار بأن تتعهّد أية "سلطة إنتقالية مؤقتة" تقوم بعد سقوط حكم القذافي بالعودة بالبلاد القذافي إلى كنف الشرعية الدستورية في أقرب أمد ممكن، وأن تلتزم هذه السلطة بأن تقوم خلال المرحلة الانتقالية بالاجراءات والخطوات التالية:
    1) كفالة كافة الحقوق والحريات الأساسية لجميع أبناء الشعب الليبي طبقاً لما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.


    2) إلغاء كافة القوانين والقرارات الاستثنائية التي صدرت خلال حكم القذافي.


    3) إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين فوراً وبدون أية شروط.


    4) حلّ كافة الهياكل والتنظيمات التي أقامها القذافي وعلى الأخص ما يسمّى أمانة مؤتمر الشعب العام، واللجان الثورية والمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية فوراً.


    5) تشكيل حكومة مدنية مؤقتة من العناصر المشهود لها بالوطنية والنزاهة والكفاءة تتولّى تسيير شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية.


    6) الشروع الفوري في اتخاذ الترتيبات الازمة لاجراء انتخابات عامة لاختيار جمعية وطنية تأسيسية تضع مشروع دستور دائم للبلاد بعرض على الشعب في استفتاء عام.


    7) السماح لكافة القوى والأشخاص بالمشاركة في الإنتخابات التي تجري لاختيار الجمعية الوطنية التأسيسية.


    انقاذ ليبيا Icon_cool التحركّ السريع العاجل من أجل التوصّل إلى حلول للمشاكل التي تواجهها ليبيا على الصعدين الداخلي والخارجي والتعاون مع مختلف الأطراف الدولية من أجل إسترداد أموال الخزانة الليبية المنهوبة من قبل القذافي وأبنائه وبقية عناصر النظام الحالي والمهرّبة إلى الخارج.


    9) التفاوض مع مجلس الأمن الدولي لايجاد حل للأزمة الرّاهنة المتعلقة بحادثي تفجير الطائرتين الفرنسية والأمريكية في ظل الأماني والسيادة الوطنية المشروعة والشرعية الدولية[7].


    10) تسليم السلطة فوراً عند نهاية الفترة الإنتقالية إلى الهيئات المنتخبة في ضوء الدستور الدائم بعد إقراره شعبياً.
    إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا ترى من ألزم واجباتها دعوة كافة الليبيين إلى عدم التفريط في هذين المطلبين الأساسيين المتمثلين في إنهاء حكم القذافي والعودة بالبلاد إلى كنف الشرعية الدستورية، ذلك أن التهاون فيهما وقبول ما يسمّى بـ"الحلول الوسط" و"المصالحة" مع نظام القذافي لن يكون من شأنه سوى تمييع قضية شعبنا وإستمرار معاناته ومضاعفة المخاطر التي تتعرض لها بلادنا، أو العودة بليبيا مجدّداً إلى مأساة الحكم التسلّطي الاستبدادي.

    وإلى أن تتحقق هذه الأماني والمطالب الوطنية...ومن أجل ساعة تحقّقها، فإن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا تنتهز هذه الفرصة الطيّبة لتؤكد إلتزامها من جانبها، وتجدّد دعوتها إلى جميع قوى وفصائل وعناصر المعارضة الليبيةبالسعي لتحقيق أعلى درجات التضامن النضالي والتنسيق والتعاون بما يعزّز الجهود ويوفر الطاقات ويضاعف النتائج ويحقق الهيبة للجميع، وكذلك تجنّب كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة النضال الوطني أو يشوّه هويته وصورته وأهدافه.

    نداء إلى الأمم المتحدة..

    إن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا ترى من واجبها كذلك في هذه المناسبة أن تجّدد الدعوة لهيئة الأمم المتحدة بصفتها المنظّمة التى رعت استقلال ليبيـا في أواخر عام 1951 وساهمت في بناء دولتها الحديثة ، أن تتفهم معاناة الشعب الليبي وظروفه الصعبة في ظل حكم القذافي، وقضيته مع هذا الحكم وحقّه المشروع في الكفاح من أجل إنقاذ نفسه ، وإنقاذ المجتمع الدولي من الاتجاهات العدوانية والارهابية لهذا الحكم وإن الجبهة ترى أن تنبّه الأذهان إلى أن الحصار الدولي المفروض على نظام حكم القذافي منذ شهر أبريل 1992 بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي قد وقع كل عبئه على الشعب الليبي وبخاصة في ضوء ما اتّجه اليه النظام من استخدام هذه العقوبات وسيلة اضافية لزيادة مأساة الشعب الليبي ومعاناته وفي الوقت الذي لا تنكر فيه الجبهة أن هذه العقوبات قد نالت من النظام وأضعفته إلا أن الجبهة تعتقد بأنه لن يضير هذا النظام شيئاً أن تستمر هذ العقوبات لسنوات وسنوات ، وإذا كان القذافي هو المسؤول عن جريمتي الطائرتين الفرنسية والأمريكية ، فإنه من أشدّ الظلم أن تُفرض على الشعب الليبي بكامله معاناة إضافية جديدة من أجل ملاحقة هذ الجاني، الأمر الذي نتصوّر أنه يستوجب من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي معالجة جديدة لكيفية التعامل مع هاتين الجريمتين وملاحقة مرتكبيها.

    ونداء إلى الأطراف الدولية...

    كما أن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا ترى من واجبها وهي تذكّر كافة الأطراف الدولية والأقليمية المعنية عن مسؤوليتها بشأن قيام أنقلاب سبتمبر العسكري في عام 1969 ومدّه بأسباب البقاء والإستمرار ، أن توجّه النداء إلى كافّة الدول العربية الشقيقة ، وعلى الأخص الجارة منها أن تتفهم دقّة الظروف التى تمرّ بها ليبيـا وحقيقة ما يواجهه استقلالها وأمنها وسيادتها من تهديد بسبب استمرار القذافي في الحكم ، كما ترى من واجبها أن تدعوها إلى الامتناع الفوري عن القيام بأيّة اجراءات من شأنها أن تطيل من عمر نظام حكم القذافي وألا تخلط بين الدفاع عن الشعب الليبي وبين الدفاع عن القذافي الذي فقد مؤهّلات الحكم كلها ونزع عن نفسه كافّة أوراق الشرعية منذ زمن بعيد ، كما ترى من واجبهها أن تدعو هذه الدول الشقيقة إلى عدم تصديق أو ترديد ما يحاول القذافي أن يشيعه تجنيّاً وافتراءّ من " تخوّفات " حول البديل لنظام حكمه فهي أعرف بطبيعة شعبنا الليبي وكذلك بطبيعة القذافي ونظام حكمه وحقيقة أمانيه تجاه بلده وتجاه جيرانه وأشقائه والمجتمع الدولي عموماً.

    كما أن الجبهة تودّ أن تذكّر هؤلاء الأشقاء والجيران وبقية أعضاء الأسرة الدولي أن ما أهدره القذافي من خيرات ليبيـا وثرواتها لايشكل خسارة للشعب الليبي فقط ولا يقتصر ضرره على ليبيـا وحدها، ولكنه تمّ على حساب تقدّم ورفاهية واستقرار دول وشعوب المنطقة بأسرها وكان خسارة فادحة لها جميعاً
    ضرورة نضالية ووطنية ...

    إن ساحة الجهاد الوطني الليبي هي أحوج ما تكون اليوم إلى كلّ صوت وكل جهد وطني واع وصادق ومخلص.
    وإن أستمرار الجبهة الطنية لإنقاذ ليبيـا متماسكة قويّة هو ضرورة نضالية ووطنية وهو فوق ذلك ضرورة سياسية حيوية ...
    o ذاك أن الجبهة ليست مجرد رصيد نضالي هائل..
    o أو مجرد تجربة نضالية زاخرة ..
    o ولكنها فضلا عن ذلك كلّه ، وقبل ذلك كلّه ، مشروع لبرنامج نضالي متجدّد.. ورؤى حضارية مستقبلية تنتظر التطبيق فوق أرض ليبيـا الطيبة العطشى.
    وإن ابناء الجبهة لعاقدون العزم بحول الله وقوّته ، على المحافظة على جبهتهم قويّة ، صلبة، متجدّدة ببرنامجها النضالي وبمشروعها الحضاري إلى أن يتحقق إنقاذ بلادنا ويتمكّن شعبنا، من خلال جهود كافة أبنائه وبناته ، من الإطاحة بحكم القذافي، والعودة ببلادنا إلى كنف الشرعية الدستورية الديمقراطية التى تستند إلى الإختيار لكامل الشعب الليبي...

    ومرة أخرى، فإن ليبيّة شعبنا وعروبته وأفريقيته وإسلامه هي أجزاء متشابكة ومتداخلة لا ينفصل أحدها عن الآخر في تشكيل هويته وذاتيته الوطنية .. وهي جميعاً ، في نظرنا ، ليست قابلة للمزايدة أو المساومة أو الإستفتاء عليها. وفي إطار هذه الهوية لشعبنا ووطننا، التى توارثتها الأجيال كبراً عن كابر ، وروتها دماً ، مواكب الشهداء، موكباً من وراء موكب، وتجذّرت في كل ركن من أركان ليبيـا الطيبة ، شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ، فإننا نقبل ونرحّب بل وندعو إلى الحوار والتنافس بل الصراع السلمي المتحضر بين أصحاب كافّة الأفكاروالاراء والتوجّهات.. وستظل المرجعية الوحيدة المقبولة لدينا، في ظل الإطار الذي ذكرناه ، هي رضى الأمة وقناعتها وإجماعها.

    كابتن هيرو
    كابتن هيرو
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر
    المشاركات : 18
    نقاط النشاط : 5820

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف كابتن هيرو الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:25 am

    ولن تزيد أبناء الجبهة وكافة أحرار ليبيـا وحرائرها ممارسات القذافي وجرائمه إلا إصراراً على المطالبة بالإطاحة بنظام حكمه والنضال من أجل تحقيق ذلك المطلب.
    ولن يزيدنا صمت كثير من الأطراف الأقليمية والدولية بل وتواطؤ البعض منها مع نظام حكم القذافي ضد حرية شعبنا وأمنه ووحدته الوطنية إلا تماسكاً بالعمل والجهاد من أجل إنهاء هذا الحكم ومن أجل استرداد حرية شعبنا وأمنه وتحقيق رخائه وتقدمه ، وصون وحدته الوطنية وحمايتها.
    ولن تزيدنا، ومعنا كافّة أحرار وحرائر ليبيا، وعود القذافي وتوعّداته، وأراجيفه ومؤامراته ، على حركة نضال شعبنا ضده ، إلا عزماً وتصميماً على المضي في طريق الجهاد والنضال إلى أن تتحقق أهداف نضالنا ويتم انقاذ بلادنا وشعبنا من حكم القذافي .. غير آبهين بتخاذل المتخاذلين وغير عابئين بتساقط المتساقطين.
    كما لن يزيدنا طول محنتنا ومحنة شعبنا .. واشتداد الحلّكة والظُلمة ، إلا تفاؤلاً وأملاً بدنوّ ساعة الخلاص والإنقاذ.. وإلا تطلّعاً إلى نصر الله وإلى فجر ليبيـا القادم الذي ينزاح فيه عنها حكم الظلم والإرهاب والفوضى والتخلف والخيانة ، ويتمكّن فيه أبناؤها وبناتها من كافة أرجائها وبطونها من بناء دولتهم العصرية على أسس وطنية دستورية ديمقراطية راشدة ، تصون الحقوق والقيم والمقدسات ، وتكفل الحرية والعدل لكافة مواطنيها ، وتتوخى التقدم والرخاء والإزدهار ، وتسهم بكل فاعلية في الجهود الإقليمية والدولية للتعاون المثمر البناء ، وصيانة السلام والأمن العالميين.
    وفي الختام فإن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا ، تنتهز هذه المناسبة لتستذكر شهداءها وكافة شهداء الوطن الأبرار الذين سقطوا في معارك الجهاد الوطني أو ضحية الممارسات الإرهابية المجرمة لحكم القذافي ، وتستمطر على أرواحهم الطاهرة شأبيب رحمة الله ورضوانه. كما تحيّ صمود وكفاح مناضليها وكافة مناضلي ومجاهدي شعبنا داخل معتقلات القذافي وفوق كل شبر من ثرى أرضنا الغالية وخارج أرض الوطن، وتجدد العهد لله ومعهم على المضيّ قدماً على طريق الإنقاذ وعلى مواصلة الجهاد والنضال.

    عاش نضال شعبنا الليبي،
    الجنة والخلود لشهداء ليبيـا الأبرار..
    " ولينصرّن الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز"
    " والله غالب على أمره ، ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون"





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] من منشورات دار الانقاذ اوكتوبر 1996 في الذكري الخامسة عشر لتأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا
    [2] من النداء الأول للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيـا 7 اوكتوبر 1981 م.
    [3] ثمانينات القرن العشرين الماضي
    [4] كان المستهدف من العملية الأمين العام السابق للجبهة الدكتور محمد يوسف المقريف.
    [5] كام المستهدف مرة ثانية الأمين العام السابق الدكتور محمد يوسف المقرف.
    [6] نرجو ألا يغيب عن القارئ أن هذه الوثيقة جرى اعدادها ونشرها في 7 اوكتوبر 1996 ولم تكن حتى يومذاك المعلومات الكاملة عن هذه الجريمة البشعة قد اصبحت معروفة سواء بشأن تاريخ وقوعها أو عدد الشهداء الذين ذهبوا ضحيتها
    [7] لم يعد هذا المطلب قائما بالطبع.
    صقر قاسيون
    صقر قاسيون
    المدير العامالمدير العام


    ذكر
    موطني : انقاذ ليبيا Sirya110
    المشاركات : 4178
    العمر : 50
    المزاج : النصر لثورتنا المباركة
    نقاط النشاط : 8959
    سبحان الله : انقاذ ليبيا Untitl12

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف صقر قاسيون الأحد 19 أكتوبر 2008, 5:46 am

    شكرا يا غالي موضوع اكثر من رائع
    dawn
    avatar
    (صفوان)

    عضو متفوق
    عضو متفوق



    ذكر
    موطني : انقاذ ليبيا Tonis110
    المشاركات : 668
    العمر : 28
    العمل : بدرس
    المزاج : رايق
    نقاط النشاط : 5896

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف (صفوان) الأحد 19 أكتوبر 2008, 8:42 am

    زهرة
    silent
    :farao:
    النجم المصرى
    النجم المصرى

    نائب المدير
    نائب المدير



    ذكر
    موطني : انقاذ ليبيا Egyptlp2
    المشاركات : 2086
    نقاط النشاط : 7356

    انقاذ ليبيا Empty رد: انقاذ ليبيا

    مُساهمة من طرف النجم المصرى السبت 07 فبراير 2009, 11:12 am

    يسلمو

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 20 سبتمبر 2024, 10:54 pm